2008-12-29

من طفلة في غزة/عابرون في كلام عابر






ايها المارون في الكلمات العابرة

احملوا أسمائكم وانصرفوا

وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة

و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا

انكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء

***

ايها المارون بين الكلمات العابرة

منكم السيف - ومنا دمنا

منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا

منكم دبابة اخرى- ومنا حجر

منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر

وعلينا ما عليكم من سماء وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا

وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا

وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء

و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء

***

ايها المارون بين الكلمات العابرة

كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن

لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة

خلنا في ارضنا ما نعمل

و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا

:و لنا ما ليس يرضيكم هنا

حجر.. او خجل

فخذوا الماضي،اذا شئتم الىسوق التحف

و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم

على صحن خزف لناما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل

***

ايها المارون بين الكلمات العابره

كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا

واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس

!او الى توقيت موسيقىمسدس

فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا

ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف

وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة

ايها المارون بين الكلمات العابرة

آن ان تنصرفوا

وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا يننا

آن ان تنصرفوا

ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا

فلنا في ارضنا مانعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الاول

ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل

ولنا الدنيا هنا...و الاخرة

فاخرجوا من ارضنا

من برنا ..من بحرنا

من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا

من كل شيء،واخرجوا

من ذكريات الذاكرة

ايها المارون بين الكلمات العابرة!..

2008-12-04

لمن تدق اجراس الخميس 06

جرس اول
مضت فترة طويلة دون ان اتعهد مدونتي واكتفيت لمدة بنشر بعض نصوص منتخبة من هنا وهناك
لم اجد الرغبة في ان اكتب احيانا ولم استطع ان اخط حرفا احيانا اخرى وحجبت مدونات كنت اتابعها فازددت سأما وانسحب مدونون احبهم واثر اخرون ان يخلدوا الى الصمت او الغياب فازددت قرفا
ولكن سؤالا يلح ماذا بعد؟وما الذي ترتجي من مدونة ؟

جرس للتدوين
مضت سنة على انخراطك في هذه التجربة لكن سؤال لماذا ؟ مازال يصر عليك
ومن ضمن الاجوبة الممكنة استبقيت نقاطا قد لاتتعلق الا بي فغيري له دواع اخرى وله مبرراته التي لاتتعارض ضرورة مع ما اقول كان التدوين ملاذا او علاجا
لقد اخذني الصوت من القلم فاعادني التدوين الى الكتابة
منذ سنوات لم اعد اقدر على مواجهة الورقة البيضاء وبمجرد ان امسك القلم حتى ينسل حبل الافكار والصور سريعا الى ان تتحول الورقة الى خطوط واشكال غير مفهومة ولا مقروءة
ثم بفعل التكرار لم اعد اجد في نفسي رغبة لامسك القلم واكتب أي شيئ
واضافت طبيعة عملي القائمة على المشافهة والصوت الى هذه الحالة حدة فاصبحت اخاف الورقة
ومضى زمن
ثم زمن
حتى اعاد الي التدوين رغبة الكتابة فهي تجربة تستعيض عن الورقة والقلم بشاشة حاسوب ولوحة مفاتيح فبدأت شيئا فشيئا استعيد قدرتي على اعادة تشكيل الكلمات صورا ومعان
انني اسعد الان باستعادة قدرتي على الكتابة
وليس الامر هينا بالنسبة لي


جرس للمدونين
بعد عام اردت ان اقول لهم شكرا لهم جميعا فهم جميعا احبتي
طبعا وان بدرجات متفاوتة
احببتهم بما يكتبون وبما يحبرون ,بما يرسمون ومايصورون . بما ينتقون وما يختارون .بعربية فصحى او دارجة سمحة بفرنسية قحة اوانقليزية نقية .بهدوءهم وصخبهم بجديتهم وطافتهم بنزق طفولتهم وحكمة شيوخهم ونضج كهولهم ,بحرير كلامهم ولطيف عباراتهم ,بقبيح هجاءهم وبذئ شتائمهم ,بعراكهم وصراخهم بمعاركهم الوهمية والحقيقية بصداقاتهم النقية او الزائفة بغيابهم وانسحابهم بحملاتهم ومقاطعاتهم بمقيمهم ومهاجريهم برجالهم ونساءهم بمادحيهم ومعارضيهم بمستقيميهم وفوضوييهم بمؤمنيهم وملحديهم
جميعا وجدت نفسي معهم لهم اقول شكرا
احببت البعض اكثر وادمنت مدونات البعض وصادقت البعض والتقيت مع بعضهم واختلفت مع بعضهم وقال بعضهم ماكنت احب ان اقول لذلك احببتهم واستعدت اصدقاء كدت افقدهم
لهم, للمدونين التونسيين ,شكرا


جرس للاعتذار


لم ارغب في ان اخصص كلامي في سالف الفقرات لكن الذين احبهم سيعرفون انني اياهم اعني فكلام القلب ينفذ الى القلب
لكني اردت ان اعتذر لنساء التدوين لان اللغة العربية ذكورية اكثر مما ينبغي لذا فما ختم ب"هم"في الفقرة السابقة يجب ان يقرأ مرة اخرى مختوما ب"هن"
وذات مرة ساخصص حديثي وانشر نصا عاشقا عن المدونين والمدونات


جرس للنشيد


لم اترك في بيتي وردة
واذن
من اين يجئ العبق


لم اجد غيركتاب عتيق
من طياته ينبع الالق

2008-10-24

صوتها باقة من خزامى (مقطع البداية)

قادني الغيم الى خضر الضفاف
الى عينين من عشب وندى
ويدين من وتر
خبأت صوتها في الظلال
في مخمل في الضلوع
في توهج الروح تشط بها العواطف والمسالك والظنون
ذا المدى رايتي
والصوت مطر من الذكريات
الصوت مندلق في الصبوات العتية يفجج القلب
والمدى راية للنفس المفخخ بالشهوة والثمار
ماكنت ادري لكن كلما هاتفت
ترقرق في مسمعي عطر يدفق من وهج الغابات
توزع في بيتي مطرا من الشهوات
تشد القلب الى لغة من ترادف اسمها والنجوم
ما كنت ادري
والصوت خمر من صلوات
منشغلا بتوجس النرجس البري اذ تطارده العيون
اخاتل الاصدقاء والبن
كأني عطر البن اغادر الارض او دخانه
المرتحل
أهم بمطبخها تضيف الى البن عسل يديها
بشفتيها كلما حاصرتني المدائن
وضاقت بي السبل

2008-10-09

غناه الامس واطربه ابو القاسم الشابي

غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ وشجاه اليومُ، فما غدُهُ؟
قَدْ كان له قلبٌ، كالطِّفْلِ، يدُ الأحلامِ تُهَدْهِدُهُ
مُذْ كان له مَلَكُ في الكون جميلُ الطَلعَة ، يعبدُه
في جَوْفِ اللَّيلِ، يُنَاجيهِ وَأَمَامَ الفَجْرِ، يُمَجِّدُهُ
وعلى الهضباتِ، يغنِّيه آيات الحبّ، ويُنشدُهُ
تَمْشي في الغابِ فَتَتْبعه أَفَراحُ الحُبِّ، وَتَنْشُدُهُ
ويرى الافاقَ فيبصرها زُمراً في النَّور، تُراصدهُ
ويرى الأطيارَ، فيحسبُها أحلام الحُبِّ تغرِّدهُ
ويرى الأزهارَ، فيحسبها بسَماتِ الحُبّ توادِدُهُ
فَيَخَالُ الكونَ يناجيهِ! وجمالَ العاَلمِ يُسعدُه!
ونجومَ الليل تضاحكُهُ! ونسيمَ الغابَ يطاردُهُ!
ويخال الوردَ يداعبهُ فرِحاً، فتعابثه يدُهُ!..
ويرى الينبوعَ، ونَضرتَه، ونسيمُ الصُّبح يجعِّدهُ
وخريرُ الماء له نغَمٌ نسماتُ الغاب تردّدهُ
ويرى الأعشابَ وقد سمقَت بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ونطافُ الطلِّ تُنَمِّقُها فيجل الحبَّ ويحمدهُ
ياللأيام! فكم سَرَّت قلْباً في النّاسِ لِتُكْمِدَهُ
هي مثل العاهر، عاشقها تسقيه الخمر..، وتطردُهُ!
يعطيكَ اليومُ حلاوتَها كالشَّهْدِ، لَيَسْلُبَهَا غَدُهُ!
بالأمسِ يعانقُها فرحاً ويضاجعُها، فتُوسِّدُهُ
واليومَ، يُسايرُها شَبَحاً أضناه الحُزنُ، ونكَّدُهُ
يتلو في الغَابِ مَرَاثِيَه وجذوعُ السَّروِ تساندُهُ
ويماشي الّناسِ، وما أحدٌ منهم يُشجيه تفرُّدُهُ
في ليل الوَحْشَة ِ مسْراهُ وَبِكَهْفِ الوَحْدَة ِ مرقَدُهُ
أصواتُ الأمسِ تُعَذِّبه وخيالُ الموتِ يُهَدِّدُهُ
بالأمسِ، له شفَقٌ في الكونِ ُيضئُ الأفقَ تورُّدُهُ

فقط للذكرى رحل الشابي يوم 09اكتوبر1934

2008-10-06

اليوم الاول في المدرسة

احاسيس شتى ومشاعر متناقضة انتابتني هذا الصباح
اليوم السادس من اكتوبر2008 ارافق ابني الى المدرسة
هو يومه الاول في الدراسة فلم يبلغ بعد السادسة
واول مرة ارافق ابنا الى مدرسته
كان سعيدا بكل ما يحيط به
وكنت سعيدا به
ولكن في القلب مشاعر شتى ..كبر الفتى قليلا صار يدرس
كبرت انا ايضا هذا الاحساس لم يتملكني سابقا كاني نضجت
لم اشعر بذلك يوم تزوجت او يوم صرت ابا او يوم بلغت الاربعين -واخطأني الوحي فلم اغد نبيا-
ولكن اليوم كان ثقل السنوات هوى علي فجاة
...
مع سعادتي به امتزجت في داخلي بعض حرقة وحنين ومر يومي الاول في المدرسة امامي سريعا كبرق
كم مضى من السنوات واليوم الاول مازال ماثلا في ذهني
ومع صورة اليوم الاول تتالت صورشتى من ذاكرة الطفولة
المدرسة الاولى باقسامها وقاعاتها وجوه بعض المعلمين العلقين ببعض ذاكرتي
تنقلاتي بين مدارس عدة
كم كانت لذيذة تلك الايام والذكريات

سيكبر ايلاف سريعا ...وسافخربه
سيمضي الى دروب عدة
بعضها ممهدة وسالكة وبعضها وعرة وقصية وبعضها سيخطتها لذاته
ولكنه بعد سنين سيذكر يومه الاول في المدرسة
وربما يذكرني معه
وربما يذكر يوماان يومه الاول تزامن مع احتفال مدرسته بمرور 100عام على بدء التدريس بها
اليس يوما جديرا به
سيكتب حروفه الاولى ويتقرى جمله الاولى
ثم سيكتب نصوصه كغيره
وعسى ان يكتب يوما ما نصه
بكرا ومختلفا
ناشزا ومبتكرا