2008-12-29

من طفلة في غزة/عابرون في كلام عابر






ايها المارون في الكلمات العابرة

احملوا أسمائكم وانصرفوا

وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة

و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا

انكم لن تعرفوا

كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء

***

ايها المارون بين الكلمات العابرة

منكم السيف - ومنا دمنا

منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا

منكم دبابة اخرى- ومنا حجر

منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر

وعلينا ما عليكم من سماء وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا

وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا

وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء

و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء

***

ايها المارون بين الكلمات العابرة

كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن

لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة

خلنا في ارضنا ما نعمل

و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا

:و لنا ما ليس يرضيكم هنا

حجر.. او خجل

فخذوا الماضي،اذا شئتم الىسوق التحف

و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم

على صحن خزف لناما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل

***

ايها المارون بين الكلمات العابره

كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا

واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس

!او الى توقيت موسيقىمسدس

فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا

ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف

وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة

ايها المارون بين الكلمات العابرة

آن ان تنصرفوا

وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا يننا

آن ان تنصرفوا

ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا

فلنا في ارضنا مانعمل

ولنا الماضي هنا

ولنا صوت الحياة الاول

ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل

ولنا الدنيا هنا...و الاخرة

فاخرجوا من ارضنا

من برنا ..من بحرنا

من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا

من كل شيء،واخرجوا

من ذكريات الذاكرة

ايها المارون بين الكلمات العابرة!..

2008-12-04

لمن تدق اجراس الخميس 06

جرس اول
مضت فترة طويلة دون ان اتعهد مدونتي واكتفيت لمدة بنشر بعض نصوص منتخبة من هنا وهناك
لم اجد الرغبة في ان اكتب احيانا ولم استطع ان اخط حرفا احيانا اخرى وحجبت مدونات كنت اتابعها فازددت سأما وانسحب مدونون احبهم واثر اخرون ان يخلدوا الى الصمت او الغياب فازددت قرفا
ولكن سؤالا يلح ماذا بعد؟وما الذي ترتجي من مدونة ؟

جرس للتدوين
مضت سنة على انخراطك في هذه التجربة لكن سؤال لماذا ؟ مازال يصر عليك
ومن ضمن الاجوبة الممكنة استبقيت نقاطا قد لاتتعلق الا بي فغيري له دواع اخرى وله مبرراته التي لاتتعارض ضرورة مع ما اقول كان التدوين ملاذا او علاجا
لقد اخذني الصوت من القلم فاعادني التدوين الى الكتابة
منذ سنوات لم اعد اقدر على مواجهة الورقة البيضاء وبمجرد ان امسك القلم حتى ينسل حبل الافكار والصور سريعا الى ان تتحول الورقة الى خطوط واشكال غير مفهومة ولا مقروءة
ثم بفعل التكرار لم اعد اجد في نفسي رغبة لامسك القلم واكتب أي شيئ
واضافت طبيعة عملي القائمة على المشافهة والصوت الى هذه الحالة حدة فاصبحت اخاف الورقة
ومضى زمن
ثم زمن
حتى اعاد الي التدوين رغبة الكتابة فهي تجربة تستعيض عن الورقة والقلم بشاشة حاسوب ولوحة مفاتيح فبدأت شيئا فشيئا استعيد قدرتي على اعادة تشكيل الكلمات صورا ومعان
انني اسعد الان باستعادة قدرتي على الكتابة
وليس الامر هينا بالنسبة لي


جرس للمدونين
بعد عام اردت ان اقول لهم شكرا لهم جميعا فهم جميعا احبتي
طبعا وان بدرجات متفاوتة
احببتهم بما يكتبون وبما يحبرون ,بما يرسمون ومايصورون . بما ينتقون وما يختارون .بعربية فصحى او دارجة سمحة بفرنسية قحة اوانقليزية نقية .بهدوءهم وصخبهم بجديتهم وطافتهم بنزق طفولتهم وحكمة شيوخهم ونضج كهولهم ,بحرير كلامهم ولطيف عباراتهم ,بقبيح هجاءهم وبذئ شتائمهم ,بعراكهم وصراخهم بمعاركهم الوهمية والحقيقية بصداقاتهم النقية او الزائفة بغيابهم وانسحابهم بحملاتهم ومقاطعاتهم بمقيمهم ومهاجريهم برجالهم ونساءهم بمادحيهم ومعارضيهم بمستقيميهم وفوضوييهم بمؤمنيهم وملحديهم
جميعا وجدت نفسي معهم لهم اقول شكرا
احببت البعض اكثر وادمنت مدونات البعض وصادقت البعض والتقيت مع بعضهم واختلفت مع بعضهم وقال بعضهم ماكنت احب ان اقول لذلك احببتهم واستعدت اصدقاء كدت افقدهم
لهم, للمدونين التونسيين ,شكرا


جرس للاعتذار


لم ارغب في ان اخصص كلامي في سالف الفقرات لكن الذين احبهم سيعرفون انني اياهم اعني فكلام القلب ينفذ الى القلب
لكني اردت ان اعتذر لنساء التدوين لان اللغة العربية ذكورية اكثر مما ينبغي لذا فما ختم ب"هم"في الفقرة السابقة يجب ان يقرأ مرة اخرى مختوما ب"هن"
وذات مرة ساخصص حديثي وانشر نصا عاشقا عن المدونين والمدونات


جرس للنشيد


لم اترك في بيتي وردة
واذن
من اين يجئ العبق


لم اجد غيركتاب عتيق
من طياته ينبع الالق

2008-10-24

صوتها باقة من خزامى (مقطع البداية)

قادني الغيم الى خضر الضفاف
الى عينين من عشب وندى
ويدين من وتر
خبأت صوتها في الظلال
في مخمل في الضلوع
في توهج الروح تشط بها العواطف والمسالك والظنون
ذا المدى رايتي
والصوت مطر من الذكريات
الصوت مندلق في الصبوات العتية يفجج القلب
والمدى راية للنفس المفخخ بالشهوة والثمار
ماكنت ادري لكن كلما هاتفت
ترقرق في مسمعي عطر يدفق من وهج الغابات
توزع في بيتي مطرا من الشهوات
تشد القلب الى لغة من ترادف اسمها والنجوم
ما كنت ادري
والصوت خمر من صلوات
منشغلا بتوجس النرجس البري اذ تطارده العيون
اخاتل الاصدقاء والبن
كأني عطر البن اغادر الارض او دخانه
المرتحل
أهم بمطبخها تضيف الى البن عسل يديها
بشفتيها كلما حاصرتني المدائن
وضاقت بي السبل

2008-10-09

غناه الامس واطربه ابو القاسم الشابي

غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ وشجاه اليومُ، فما غدُهُ؟
قَدْ كان له قلبٌ، كالطِّفْلِ، يدُ الأحلامِ تُهَدْهِدُهُ
مُذْ كان له مَلَكُ في الكون جميلُ الطَلعَة ، يعبدُه
في جَوْفِ اللَّيلِ، يُنَاجيهِ وَأَمَامَ الفَجْرِ، يُمَجِّدُهُ
وعلى الهضباتِ، يغنِّيه آيات الحبّ، ويُنشدُهُ
تَمْشي في الغابِ فَتَتْبعه أَفَراحُ الحُبِّ، وَتَنْشُدُهُ
ويرى الافاقَ فيبصرها زُمراً في النَّور، تُراصدهُ
ويرى الأطيارَ، فيحسبُها أحلام الحُبِّ تغرِّدهُ
ويرى الأزهارَ، فيحسبها بسَماتِ الحُبّ توادِدُهُ
فَيَخَالُ الكونَ يناجيهِ! وجمالَ العاَلمِ يُسعدُه!
ونجومَ الليل تضاحكُهُ! ونسيمَ الغابَ يطاردُهُ!
ويخال الوردَ يداعبهُ فرِحاً، فتعابثه يدُهُ!..
ويرى الينبوعَ، ونَضرتَه، ونسيمُ الصُّبح يجعِّدهُ
وخريرُ الماء له نغَمٌ نسماتُ الغاب تردّدهُ
ويرى الأعشابَ وقد سمقَت بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ونطافُ الطلِّ تُنَمِّقُها فيجل الحبَّ ويحمدهُ
ياللأيام! فكم سَرَّت قلْباً في النّاسِ لِتُكْمِدَهُ
هي مثل العاهر، عاشقها تسقيه الخمر..، وتطردُهُ!
يعطيكَ اليومُ حلاوتَها كالشَّهْدِ، لَيَسْلُبَهَا غَدُهُ!
بالأمسِ يعانقُها فرحاً ويضاجعُها، فتُوسِّدُهُ
واليومَ، يُسايرُها شَبَحاً أضناه الحُزنُ، ونكَّدُهُ
يتلو في الغَابِ مَرَاثِيَه وجذوعُ السَّروِ تساندُهُ
ويماشي الّناسِ، وما أحدٌ منهم يُشجيه تفرُّدُهُ
في ليل الوَحْشَة ِ مسْراهُ وَبِكَهْفِ الوَحْدَة ِ مرقَدُهُ
أصواتُ الأمسِ تُعَذِّبه وخيالُ الموتِ يُهَدِّدُهُ
بالأمسِ، له شفَقٌ في الكونِ ُيضئُ الأفقَ تورُّدُهُ

فقط للذكرى رحل الشابي يوم 09اكتوبر1934

2008-10-06

اليوم الاول في المدرسة

احاسيس شتى ومشاعر متناقضة انتابتني هذا الصباح
اليوم السادس من اكتوبر2008 ارافق ابني الى المدرسة
هو يومه الاول في الدراسة فلم يبلغ بعد السادسة
واول مرة ارافق ابنا الى مدرسته
كان سعيدا بكل ما يحيط به
وكنت سعيدا به
ولكن في القلب مشاعر شتى ..كبر الفتى قليلا صار يدرس
كبرت انا ايضا هذا الاحساس لم يتملكني سابقا كاني نضجت
لم اشعر بذلك يوم تزوجت او يوم صرت ابا او يوم بلغت الاربعين -واخطأني الوحي فلم اغد نبيا-
ولكن اليوم كان ثقل السنوات هوى علي فجاة
...
مع سعادتي به امتزجت في داخلي بعض حرقة وحنين ومر يومي الاول في المدرسة امامي سريعا كبرق
كم مضى من السنوات واليوم الاول مازال ماثلا في ذهني
ومع صورة اليوم الاول تتالت صورشتى من ذاكرة الطفولة
المدرسة الاولى باقسامها وقاعاتها وجوه بعض المعلمين العلقين ببعض ذاكرتي
تنقلاتي بين مدارس عدة
كم كانت لذيذة تلك الايام والذكريات

سيكبر ايلاف سريعا ...وسافخربه
سيمضي الى دروب عدة
بعضها ممهدة وسالكة وبعضها وعرة وقصية وبعضها سيخطتها لذاته
ولكنه بعد سنين سيذكر يومه الاول في المدرسة
وربما يذكرني معه
وربما يذكر يوماان يومه الاول تزامن مع احتفال مدرسته بمرور 100عام على بدء التدريس بها
اليس يوما جديرا به
سيكتب حروفه الاولى ويتقرى جمله الاولى
ثم سيكتب نصوصه كغيره
وعسى ان يكتب يوما ما نصه
بكرا ومختلفا
ناشزا ومبتكرا

2008-09-27

نثار كلام /مزق خواطر



لم استطع ان اجمع نثار الكلام لاجعل منه نصا بل ظل مزق خواطر شتى

*مزيج من كسل وسام يسكنان روحي ولم امسك بعد عشبة المعنى لتعتدل الاشياء

*قيظ الصيف ليس يكفي ..علينا ان نضيف اليه سماجة هذا الشهرويطلب منا ان نكون
هادئين وطيبين ونحن على حواف العبث

*قيل لمفطر الاتخجل تفطر ومابك مرض ولو قرح في المعدة قال لا ولكن بي قرح في العقيدة

*ليس على الاعمى حرج ....ولكن ماحكم عمى البصيرة

*قيل لشاعر لما لاتكتفي بامراة واحدة قال لان الزهرة لاتختصر الحديقة
والشجرة لاتلغي الغابة وكل ثمرة بنت ارضها

*بعد الفتوى الاخيرةهل سنبادرلاعادة منتجة اذهان اطفالنا لتكتفي بالعم "توم "

2008-09-19

اربعون يوما على رحيله محمود درويش بطاقة هوية

سجل

أنا عربي

و رقم بطاقتي خمسون ألف

و أطفالي ثمانية

و تاسعهم سيأتي بعد صيف

فهل تغضب

سجل

أنا عربي

و أعمل مع رفاق الكدح في محجر

و أطفالي ثمانية

أسل لهم رغيف الخبز

و الأثواب و الدفتر

من الصخر

و لا أتوسل الصدقات من بابك

و لا أصغر

أمام بلاط أعتابك

فهل تغضب

سجل

أنا عربي

أنا إسم بلا لقب

صبور في بلاد كل ما فيها

يعيش بفورة الغضب

جذوري

قبل ميلاد الزمان رست

و قبل تفتح الحقب

و قبل السرو و الزيتون

و قبل ترعرع العشب

أبي من أسرة المحراث

لا من سادة نجب

وجدي كان فلاحا

بلا حسب و لا نسب

يعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتب

و بيتي كوخ ناطور

من الأعواد و القصب

فهل ترضيك منزلتي

أنا إسم بلا لقب

سجل

أنا عربي

و لون الشعر فحمي

و لون العين بني

و ميزاتي

على رأسي عقال فوق كوفية

و كفى صلبة كالصخر

تخمش من يلامسها

و عنواني

أنا من قرية عزلاء منسية

شوارعها بلا أسماء

و كل رجالها في الحقل و المحجر

فهل تغضب

سجل

أنا عربي

سلبت كروم أجدادي

و أرضا كنت أفلحها

أنا و جميع أولادي

و لم تترك لنا و لكل أحفادي

سوى هذي الصخور

فهل ستأخذها

حكومتكم كما قيلا

إذن

سجل برأس الصفحة الأولى

أنا لا أكره الناس

و لا أسطو على أحد

و لكني إذا ما جعت

آكل لحم مغتصبي

حذار حذار من جوعي

و من غضبي

2008-09-09

فضفضة




غبت لفترة عن مدونتي مواضيع الكتابة متعددة لكن الرغبة منعدمة
الصيف مزعج وحرارته مرهقة
نسق العمل ثقيل والاجازة مختصرة
خلال ايام الغياب تلك كنت اقرا مستمتعا تدوينات بعض الاصدقاء واسفا لغياب البعض
سعدت لاكتشاف مدونات جديدة وحزنت لحجب مدونات اخرى
واسفت لاحتجاب البعض
وبعد الصيف ورحيل الاحبة الفاجع خلاله حل رمضان
رمضان بيومه المزعج وليله الممتع واستمر كسلي وكسل الكتابة لدي
ولاادري الى الان كيف امكن لي ان اغافل هذا الكسل المستبد وان اكتب هذا

2008-08-15

محمود درويش لااعرف الشخص الغريب

لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ...
رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم
أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟
وأين عاش، وكيف مات [ فإن أسباب
الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة].
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي
يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة
[ ما الحقيقة؟] رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده
الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،
ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر...
[ فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون وهادئون ] ولم
أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟ [ لا برق
يلمع في اسمه ] والسائرون وراءه
عشرون شخصاً ما عداي [ أنا سواي]
وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،
فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون ...
وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي
لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها
لأسبابٍ عديدةْ
من بينها: خطأ كبير في القصيدة

2008-08-13

فيتو على نون النسوة

للتونسيات جميعا للمدونات وكذا المدونين مقطع من فيتو على نون النسوةلسعاد الصباح معا لنسقط اي فيتو
يقولون ...

ان الكلام امتياز الرجال

فلا تنطقي !!!

وان التغزل فن الرجال

فلا تعشقي !!!

وان الكتابة بحر

عميق المياه

فلا تغرقي !!!

وها أنا ذا ...

قد عشقت كثيرا ...

وها أنا ذا ...

قد سبحت كثيرا ...

وقاومت كل البحار

ولم ... أغرق !!!

+++

يقولون ...

ان الأنوثة ضعف

وخير النساء

هي المرأة الراضية !!!

وان التحرر رأس الخطايا

وأحلى النساء

هي المرأة الجارية !!!

يقولون ...

ان الأديبات نوع غريب

من العشب .. ترفضه البادية

وان التي تكتب الشعر ...

ليست سوى غانية !!!

+++

وأضحك من كل ما قيل عني

وأرفض أفكار عصر التنك

ومنطق عصر التنك ...

وأبقى أغني ...

... على قمتي العالية !!!

وأعرف أن الرعود ستمضي ..

وأن الزوابع تمضي ...

وأن الخفافيش تمضي ...

وأعرف أنهم زائلون ...

وأني أنا الباقية !!!

على هذه الارض مايستحق الحياة



لن اقول وداعا درويش
فعلى هذه الارض مايستحق الحياة
فعلا ايا صاحبي

Boomp3.com

2008-08-10

احد عشر كوكبا والحصان وحيد

هكذا فجاة تركت الحصان وحيدا ولم يكتمل المشهد الاندلسي بعد ثمة احد عشر كوكبا تتقفى في اخر الليل اثر فراشة في جدارية عاشق من فلسطين يتلو مديح الظل العالي فيما عصافير الجليل كزهر اللوز او ابعد بلا اجنحة تعتذر عمافعلت حبيبة تنهض من نومها ترتب صورتها وانتحار عاشقها عند مدائح البحر وتغتسل ذاكرة النسيان تحت مطر ناعم في خريف بعيد كعرائس في حضرة الغياب


اه ما اقسى الغياب
اه مااقصى الغياب
الشاعر/ الشاعر لن يضيف بعد اليوم حرفا لبيت قصيدته ولن يبث في طين اللغات بعض روحه
الكلمات تداري حزنها بالدموع والبحر يخفي حزنه بالزبد والبلاد بالسواد والارض بقمر في الكلام
ولكن كيف اعالج يتم قلبي
حزين كرسول غداة انقطع الوحي
حزين كقنديل اعتمه الليل
حزين
ولم اجد في اللغة التي كنت اظن اني اتقنها فعلا او اسما او مفردة تصف انقباض القلب لحظة رحل محمود درويش
ولا خواء الروح لحظتها
تغرغر دمعة في مقلتي او تحجرها لم يشف قلبي
ولم تستطع روحي المثقلة بالرحيل وبالراحلين لن تمنع شهقتي
البلاد التي كانت بعيدة صارت ابعد مما نظن
والقصيدة ناي اليتامى

وحده ابني الصغير وهو لايفقه الموت بعد اجاب حين سال بعفوية الطفل البريء لماذا مات درويش

ااقول لان القلب ضاق باحزانه وضاقت اللغة بوطن ضيقه ابناؤه حتى ضيعوه

درويش وداعا
محمود سلاما
أيها الشعر يا يتمنا المعلن يانبيذ احلامنا
عش قمرا في الكلام

2008-07-27

يوسف شاهين حوار خاص

boomp3.com


للذكرى انشر فقرة قصيرة من حوار مطول مع المخرج الراحل يوسف شاهين يعود تاريخه الى منتصف التسعينات بعد يوم من عرض شريطه المهاجر في افتتاح ايام قرطاج السينمائية على امل ان اتمكن قريبا من نشره كاملا سبق للحوار ان بث على امواج اذاعة تطاوين وسيعاد بثه خلال هذا الاسبوع كوثيقة وشاهدة ولحظة وفاء وسبق لي ان اشرت اليه ضمن تدونة سابقة عن يوسف شاهينhttp://ajrass.blogspot.com/2008/06/alli.html

يوسف شاهين الكاميرا حزن في العين

بدمع في القلب وحزن في العين
تلقيت خبر رحيل يوسف شاهين
جو الذي احببت ما ابدع
وعشقت ما جمل من صور حياتنا
المخرج الذي يستفز عقولنا في كل لقطة احتراما لانسانيتنا
المخرج الذي ظل يؤكد الى اخر لقطة في الكاميرا ان الحياة ممكنة وان الاغاني ممكنة
وان علينا ان نعلي اصواتنا ونحن نعلن حبنا للحياة وحقنا في الحياة
يوسف شاهين لن يضيف بعد اليوم بعضا من اللون والظل الى حياة الكاميرا
ولكن سيظل يعلمنا شأن المبدعين
ان الفن أبقى
والانسان أبقى

2008-07-18

مقطع من يوميات امراة نزار قباني


لماذا في مدينتنا ؟

نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟

ونسرق من شقوق الباب موعدنا

ونستعطي الرسائل

والمشاويرا

لماذا في مدينتنا ؟

يصيدون العواطف والعصافيرا

لماذا نحن قصديرا ؟

وما يبقى من الإنسان

حين يصير قصديرا ؟

لماذا نحن مزدوجون

إحساسا وتفكيرا ؟

لماذا نحن ارضيون ..

تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟

لماذا أهل بلدتنا ؟

يمزقهم تناقضهم

ففي ساعات يقظتهم

يسبون الضفائر والتنانيرا

وحين الليل يطويهم

يضمون التصاويرا

أسائل دائماً نفسي

لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟

لكل الناس

كل الناس

مثل أشعة الفجر

لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟

ومثل الماء في النهر

ومثل الغيم ، والأمطار ،

والأعشاب والزهر

أليس الحب للإنسان

عمراً داخل العمر ؟

لماذا لايكون الحب في بلدي ؟

طبيعياً

كلقيا الثغر بالثغر

ومنساباً

كما شعري على ظهري

لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟

كما الأسماك في البحر

كما الأقمار في أفلاكها تجري

لماذا لا يكون الحب في بلدي

ضرورياً

كديوان من الشعر

انا نهدي في صدري

كعصفورين

قد ماتا من الحر

كقديسين شرقيين متهمين بالكفر

كم اضطهدا

وكم رقدا على الجمر

وكم رفضا مصيرهما

وكم ثارا على القهر

وكم قطعا لجامهما

وكم هربا من القبر

متى سيفك قيدهما

متى ؟

يا ليتني ادري

2008-07-17

لمن تدق اجراس الخميس 05




جرس اول


لها وله لبعض من الذاكرة المستعادة الذاكرة المثقلة بالخيبات المتوجة بلحظات شموخ لرميم عظام يتشكل رمزا لنظرة زائغة مترعة بعز لاسماء علقت بالذاكرة لاسماء تخترق النسيان لدلال لسمير لنزار وللاخرين جرس هذا الخميس

جرس لدلال

ثمة مشكل في علاقتنا بذاكرتنا نحن اميل للنسيان ذاكرتنا مليئة بشتى الثقوب الطبيعية والمصطنعة نحب ان ننسى ويزعجنا التذكر فنحن نبحث عن طمانينة حتى وان كنا نعرف انها خادعة استعادة رفات دلال المغربي يكشف ثقوب ذاكرتنا وذهابنا السريع الى النسيان
مواقف كثيرة ونصوص شتى كتبت في دلالة هذه الاستعادة وفي رمزية الاسم وفي حواف العملية
ثمة دلالات لابد منها (لم نخرج من حواف الاسم فلكل اسم دلالة) اولها الخروج من دائرة الارقام باعتبار الرقم الغاء وجود عدما وتشيئة الى امتلاك اسم حتى وان كان على شاهدة القبر باعتباره اعلان حضور/وجود واستحواذا على المعنى وثاني هذه الدلالات الرمزية هو الجنس دلال /المراة لاباعتبارها تاكيدا على التساوي المطلق في الفعل والموت والمعنى بين الجنسين بل اكثر من ذالك اعلان لقدرة المراة الفعلية والرمزية ممارسة فعل القيادة فعليا عبر قيادة مجموعتها في الزمان والمكان ورمزيا عبر قيادة فعل الاستعادة حتى كاد يقتصر بالاسم على رفاتها

جرس للكلام

في ارتباط بما سبق اقتطف ضمن هذه الفقرة بعض ماكتبه الروائي المتميز الياس خوري في جريدة القدس العربي منذ ايام حول هذا الموضوع
من بين جميع الاسماء استوقفني اسمها، دلال المغربي، وردة فلسطين. ابنة اللد التي كانت اول قائدة عسكرية في تاريخ النضال الفلسطيني المعاصر، والتي قادت اجرأ عملية فدائية في تاريخنا. الفتاة التي ولدت في مخيم صبرا عام 1958، وسقطت شهيدة في الطريق الساحلي بين حيفا وتل ابيب يوم السبت 11 آذار (مارس) 1978، بعد واحدة من اروع مغامرات البطولة في تاريخ المقاومة.
قبل ان تقود مجموعة مؤلفة من احد عشر فدائيا الي ارض الوطن، من خلال زوارق مطاطية، تم اتلافها وتدميرها لحظة الوصول الي الشاطئ الفلسطيني، .....ابنة العشرين، التي لم ترَ فلسطين الا لحظة الموت، فتاة في العشرين، سافرة الملامح، سمراء، واسعة العينين، تقود عشرة شبان في مثل عمرها، ينتمون الي فلسطين ولبنان واليمن، لا هدف لهم سوي الوصول الي الأرض، واعلان هويتها بدمهم المسفوك. ركبوا باخرة تجارية، وعندما وصلوا الي محاذاة الساحل الفلسطيني رموا زورقيهم المطاطيين في البحر، ثم رموا انفسهم وتسلقوا الزورقين، وعندما وصلوا الي شاطئ حيفا، اتلفوا الزورقين، معلنين ان العائد الي وطنه لا يعود من عودته،


جرس للقصيد

النظر الى نزار قباني- وغيره من الشعراء كل الشعراء - باعتباره منحرفا او حاملا لفكر منحرف ليس جديدا اوغريبا فهذا الحكم في جوهره تنصيص على كون معتنقيه لم يخرجوا بعد من القول باولوية الاتباع على الابداع وعلى النظر الى الابداع باعتباره بدعة فالكتابة عندهم تبكيت للناس اي اسكات لهم وكبت للعقل اذ هي لاتخرج عن كونها تفسيرا للنص الاوحد ودورانا على هامشه وتفصيلا لمعجمه وجمعا لشوارده عبر زاوية النظر هذه ليس مستغربا الحكم بانحراف كل الشعراء فالشاعر يحرف النص (بتشديد الراء) ويحرفه عن معناه وينحرف به عن دلالته
هذا الحكم لايزعجني بل هو جوهر الفعل الشعري ذالك ان الانسانية لم تتطور ولم ترتق ولم تتحقق جزئيا الا عبر انحرافها الدائم والمستمر عما اعتبر في لحظة ما نصا جامعا مانعا شافيا كافيا
هذا الموضوع اعود اليه مرة اخرى في تدوينة خاصة قريبا اما اليوم فاكتفي ضمن الفقرة التالية جرس النشيد بتعريف نزار قباني للبدعة

جرس النشيد



البدعة..

هي أن تخرج من بطن آلة التسجيل

وترتجل نصك....

البدعة عند العرب

معناها..

أن تهرب من المقبرة الجماعية

وتسكن في فيللا على البحر...

البدعة..

هي أن تخرج من علبة السردين

التي انتهت مدة استعمالها

وترمي نفسك

كالسمكة في البحر...

البدعة

هي أن تخلع قنبازك..

وقبقابك...

وطربوشك العثماني

وتصهل كحصانٍ

في براري الحرية..
نزار قباني

2008-07-03

لمن تدق اجراس الخميس 04

جرس اول
الصيف اخيرا بمتعه وعرقه بتعبه وسهراته المحببة باختناق نهاره بحثا عن بعض نسيم وتحرر الاجساد من ثقل الثياب
الصيف اخيرا بليله المتوثب لاحتلال بعض من ساعات النهار
الصيف اخيرا فمرحبا
جرس الكلام
لست ناقدا
ولم أقرأ قصيدة يوما بمنظار نقدي فلست امتلك الادوات النقدية المؤهلة لذلك
ولم احب نقادنا يوما ربما لانهم اقرب الى نصوص الموتى او لانهم لم يستطيعوا عدا بعضهم ان ينشئوا نصا عن النص بمعناه الابداعي
لذلك ظلت علاقتي بالنصوص والقصائد علاقة عشق وقراءتي قراءة عاشقة
أما ان تحب النص او لا تحبه
أن يفاجئك ان يزرع في جسدك رعشة تهزك وان يطلق في ذهنك طير الاسئلة وان يخا تل يقينياتك ويزرع حمى الشك بقلبك
ذاك هو النص الذي احب واعترف الان ان عدد هذه النصوص قد غدا نزرا قليلا
ولربما ما يكتبه محمود درويش وكذلك سعدي يوسف وبعض افراد اخرين من عصابة الشعر يحقق لي متعتي القصوى
جرس القصيد
ان يتحول نشر قصيدة جديدة لدرويش في القدس العربي الى حدث فيعني اننا نحتاج الشعر في حياتنا ولكننا في ذات الان نفتقده
ذاك دليل على الحاجة وعلى تقلص وجوده الفاعل في تشكيل ذائقتنا الفنية والجمالية والفكرية
الاحتفاء بالقصيد بقدر ماهو احتفاء بالشعر بقدر ماهو تكريس لسلطة الاسم سلطة الرمز (نحن غير قادين على الخروج عن السلطة في مطلق الامر ) ولكن الامر يبدو من زاوية اخرى مختلفا
فهذا التلهف للقصيد دليل على اننا نحتاج شعرا يفاجئنا وان الشعراء القادرين على احداث المفاجاة وبعث الدهشة فينا تقلص عددهم حتى كاد بنحصر في واحد هو محمود درويش
لم يخرج درويش شاعرا عن ادواته وتقنياته واحابيل لعبته الغوية المتقنة في قصيدة لاعب النرد ولكنه يفاجئ بسلاسة مذهلة ويفاجئ بقول لغوي تكاد نتسبه الى نفسك في بساطته ويفاجئ ايضا باعادة الاعتبا ر الى الصدفة الى العبث والى الهلام والسديم في ذات الان الذي تحتفي فيه القصيدة بالتفاصيل الدقيقة تطرح سؤال الوجود /الصدفة العبث
جرس المعنى
الصدفة أي لعنة /لعبة تلك
صنعتني في ليلة حب امي
لم اختر اسمي ولم اختر بلدي اولغتي لم اختر وقت مجيئي ولا وقت رحيلي
شكلي لم اختره وعيوبي
الصدفة تلك اللعنة المحببة
هي جوهر ماقال لاعب النرد محمود درويش عبثية الاشياء مناورتها ومداورتها انتباهنا الى فجيعة الوجود الكبرى العبث وداخل تلك الدوامة المفزعة ثمة اشياء بسيطة نحن نختارها ونمارسها تمنح عبثنا معنى اخر صداقاتنا حبيباتنا قناعاتنا وفوضانا الجميلة خمرا نعتقها وذنوبا نقترفها وامراة تحرقنا ونحرقها

جرس النشيد
اجمل مقاطع لاعب النرد
لا دور لي في حياتي
سوي أَنني ،
عندما عَـلَّمتني تراتيلها ،
قلتُ : هل من مزيد ؟
وأَوقدتُ قنديلها
ثم حاولتُ تعديلها ...
محمود درويش

2008-07-02

لاعب النرد قصيدة جديدة لمحمود درويش

اعيد نشر قصيدة الشاعر الكبير محمود درويش التي صدرت هذا اليوم في جريدة القدس العربي وغدا اعود لها في تعليق سريع ضمن" لمن تدق اجراس الخميس"


مَنْ أَنا لأقول لكمْ
ما أَقول لكمْ ؟
وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ
فأصبح وجهاً
ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ
فأصبح ناياً ...

أَنا لاعب النَرْدِ ،
أَربح حيناً وأَخسر حيناً
أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ...
وُلدتُ إلي جانب البئرِ
والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ
وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ
وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً
وانتميتُ إلي عائلةْ
مصادفَةً ،
ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ
وأَمراضها :

أَولاً - خَلَلاً في شرايينها
وضغطَ دمٍ مرتفعْ
ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ
والجدَّة - الشجرةْ
ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزا
بفنجان بابونج ٍ ساخن ٍ
رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة

خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ
سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...

ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ
كانت مصادفةً أَن أكونْ
ذَكَراً ...
ومصادفةً أَن أَري قمراً
شاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات
ولم أَجتهد
كي أَجدْ
شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !

كان يمكن أن لا أكونْ
كان يمكن أن لا يكون أَبي
قد تزوَّج أُمي مصادفةً
أَو أكونْ
مثل أُختي التي صرخت ثم ماتت
ولم تنتبه
إلي أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ
ولم تعرف الوالدة ْ ...
أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ
قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ /

كانت مصادفة أَن أكون
أنا الحيّ في حادث الباصِ
حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّة ْ
لأني نسيتُ الوجود وأَحواله
عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ
تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها
ودورَ الحبيب - الضحيَّة ْ
فكنتُ شهيد الهوي في الروايةِ
والحيَّ في حادث السيرِ /

لا دور لي في المزاح مع البحرِ
لكنني وَلَدٌ طائشٌ
من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ
ينادي : تعال إليّْ !
ولا دور لي في النجاة من البحرِ
أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ
رأي الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ

كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً
بجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِ
لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً
لا تطلُّ علي البحرِ
لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القري
تخبز الليلَ
لو أَن خمسة عشر شهيداً
أَعادوا بناء المتاريسِ
لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْ
رُبَّما صرتُ زيتونةً
أو مُعَلِّم جغرافيا
أو خبيراً بمملكة النمل
أو حارساً للصدي !

مَنْ أنا لأقول لكم
ما أقول لكم
عند باب الكنيسةْ
ولستُ سوي رمية النرد
ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ
ربحت مزيداً من الصحو
لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ
بل لكي أَشهد المجزرةْ

نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ
وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ
وخفتُ كثيراً علي إخوتي وأَبي
وخفتُ علي زَمَن ٍ من زجاجْ
وخفتُ علي قطتي وعلي أَرنبي
وعلي قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ
وخفت علي عِنَبِ الداليةْ
يتدلّي كأثداء كلبتنا ...
ومشي الخوفُ بي ومشيت بهِ
حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أُريدُ
من الغد - لا وقت للغد -

أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ / أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أُسرعُ / أُبطئ / أهوي / أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أري / لا أري / أتعثَّرُ / أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ / أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسي / أري / لا أري / أتذكَّرُ / أَسمعُ / أُبصرُ / أهذي / أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أُجنّ / أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أُدْمَي / ويغمي عليّ /

ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك
مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيش ِ /

لا دور لي في حياتي
سوي أَنني ،
عندما عَـلَّمتني تراتيلها ،
قلتُ : هل من مزيد ؟
وأَوقدتُ قنديلها
ثم حاولتُ تعديلها ...

كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً
لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،
والريح حظُّ المسافرِ ...
شمألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ
أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليَّ
لأن الجنوب بلادي
فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي
ربيعاً خريفاً ..
أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ
ثم أُطيل سلامي
علي الناصريِّ الذي لا يموتُ
لأن به نَفَسَ الله
والله حظُّ النبيّ ...

ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ ...
من سوء حظّيَ أَن الصليب
هو السُلَّمُ الأزليُّ إلي غدنا !

مَنْ أَنا لأقول لكم
ما أقولُ لكم ،
مَنْ أنا ؟

كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ
والوحي حظُّ الوحيدين
إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ
علي رُقْعَةٍ من ظلامْ
تشعُّ ، وقد لا تشعُّ
فيهوي الكلامْ
كريش علي الرملِ /

لا دَوْرَ لي في القصيدة
غيرُ امتثالي لإيقاعها :
حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً
وحَدْساً يُنَزِّلُ معني
وغيبوبة في صدي الكلمات
وصورة نفسي التي انتقلت
من أَنايَ إلي غيرها
واعتمادي علي نَفَسِي
وحنيني إلي النبعِ /

لا دور لي في القصيدة إلاَّ
إذا انقطع الوحيُ
والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ

كان يمكن ألاَّ أُحبّ الفتاة التي
سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟
لو لم أَكن في طريقي إلي السينما ...
كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما
هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ...

هكذا تولد الكلماتُ . أُدرِّبُ قلبي
علي الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...
صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي
ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ
إذا التقتِ الاثنتان ِ :
أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ
يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ
ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا
عواصفَ رعديّةً كي نصير إلي ما تحبّ
لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .
وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .
فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -
لا شكل لك
ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً
أَنت حظّ المساكين /

من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً
من الموت حبّاً
ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً
لأدخل في التجربةْ !

يقول المحبُّ المجرِّبُ في سرِّه :
هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ
فتسمعه العاشقةْ
وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ
كالبرق والصاعقة

للحياة أقول : علي مهلك ، انتظريني
إلي أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...
في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع الهواءُ
الفكاكَ من الوردةِ /
انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي
فاُخطئ في اللحنِ /
في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ
لنشيد الوداع . علي مَهْلِكِ اختصريني
لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،
وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :
تحيا الحياة !
علي رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /

حتي علي الريح ، لا أستطيع الفكاك
من الأبجدية /

لولا وقوفي علي جَبَل ٍ
لفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوء أَعلي !
ولكنَّ مجداً كهذا المُتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائيِّ
صعبُ الزيارة : يبقي الوحيدُ هناك وحيداً
ولا يستطيع النزول علي قدميه
فلا النسر يمشي
ولا البشريُّ يطير
فيا لك من قمَّة تشبه الهاوية
أنت يا عزلة الجبل العالية !

ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ
أو سأكونْ ...
هو الحظُّ . والحظ لا اسم لَهُ
قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا
أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء
نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد
نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ
نحن الذين كتبنا النصوص لهم
واختبأنا وراء الأولمب ...
فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون
وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون
ومن سوء حظ المؤلف أن الخيال
هو الواقعيُّ علي خشبات المسارح ِ /

خلف الكواليس يختلف الأَمرُ
ليس السؤال : متي ؟
بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَنْ

مَنْ أنا لأقول لكم
ما أقول لكم ؟

كان يمكن أن لا أكون
وأن تقع القافلةْ
في كمين ، وأن تنقص العائلةْ
ولداً ،
هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ
حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاً
علي هذه الكنبةْ
بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب
ولا صوتُهُ ،
بل هو الليل مُعْتَصراً كُلّه
قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ

كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لو
لم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً
فوق فُوَهَّة الهاويةْ
ربما قال : لو كنتُ غيري
لصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ

هكذا أَتحايل : نرسيس ليس جميلاً
كما ظنّ . لكن صُنَّاعَهُ
ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ
في الهواء المقَطَّر بالماء ...
لو كان في وسعه أن يري غيره
لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ،
وتنسي الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ...
ولو كان أَذكي قليلاً
لحطَّم مرآتَهُ
ورأي كم هو الآخرون ...
ولو كان حُرّاً لما صار أُسطورةً ...

والسرابُ كتابُ المسافر في البيد ...
لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ
بحثاً عن الماء . هذا سحاب - يقول
ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخري
يشدُّ علي خصره . ويدقُّ خطاه علي الرمل ِ
كي يجمع الغيم في حُفْرةٍ . والسراب يناديه
يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : إقرأ
إذا ما استطعتَ القراءةَ . واكتبْ إذا
ما استطعت الكتابة . يقرأ : ماء ، وماء ، وماء .
ويكتب سطراً علي الرمل : لولا السراب
لما كنت حيّاً إلي الآن /

من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ
توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجل

حين تبدو السماءُ رماديّةً
وأَري وردة نَتَأَتْ فجأةً
من شقوق جدارْ
لا أقول : السماء رماديّةٌ
بل أطيل التفرُّس في وردةٍ
وأَقول لها : يا له من نهارْ !

ولاثنين من أصدقائي أقول علي مدخل الليل :
إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ
مثلنا ... وبسيطاً
كأنْ : نَتَعَشَّي معاً بعد يَوْمَيْنِ
نحن الثلاثة ،
مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا
وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً
منذ يومين ،
فلنحتفل بسوناتا القمرْ
وتسامُحِ موت رآنا معاً سعداء
فغضَّ النظرْ !

لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌ
وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ

ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةً
لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها
نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ
بل لأن نبيّاً تمشَّي هناك
وصلَّي علي صخرة فبكتْ
وهوي التلُّ من خشية الله
مُغْميً عليه

ومصادفةً ، صار منحدر الحقل في بَلَدٍ
متحفاً للهباء ...
لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك
من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين
يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في
خيمتين حريرَيتَين من الجهتين ...
يموت الجنود مراراً ولا يعلمون
إلي الآن مَنْ كان منتصراً !

ومصادفةً ، عاش بعض الرواة وقالوا :
لو انتصر الآخرون علي الآخرين
لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أُخري

أُحبك خضراءَ . يا أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً
تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ
أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق...
برفق ِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء .
أَنا بذرة من بذورك خضراء ... /

تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌ
كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...

من أنا لأقول لكم
ما أَقول لكم ؟
كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا
كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...

كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ
بي صباحاً ،
ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحي
فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ
كان يمكن أَلاَّ أري الشام والقاهرةْ
ولا متحف اللوفر ، والمدن الساحرةْ

كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ،
أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّي
عن الأرزة الساهرةْ

كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ،
أَن أَتشظّي
وأصبح خاطرةً عابرةْ

كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ،
أَن أَفقد الذاكرة .

ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداً
فأصغي إلي جسدي
وأُصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ
فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق
عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً
وأُخيِّب ظنّ العدم

مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا

2008-07-01

تعبير كتابي العاب لغوية



يحتاج التعبير الى حرية كي يكون
وتحتاج الحرية الى ان تعبر عن حاجتنا لها كي تتحقق
التعبير يتطلب تعبا كي نستنشق عبير الحرية دون عتب اواعتبار
التعبير هو الا تتبع احدا
فان تبعت فانت من العير كاي بعير
تبيع ربيع الحرية بان تعلن بيعتك لاي تبع * يقودك الى بر الهاوية ويلقي بك في البير
يحتاج الامر ان تكون رب امرك وتعرب عن ذلك عبر قولك لا





*التبع الملك في اليمن القديم






2008-06-25

قصائد قصيرة



طباق
اضيفي
الى الليل بسمتك
سيندلع نهار
قبلة
نار تلظى
في اشتعال شفة
حين سحب الفتى قبلته
الفى طيورصدره
مرتجفه
كوثر
هي ما وعد الله المتقين
واستثنى الشعراء
غير انهم
في الدنى غافلوه
وارتشفوا عسلا وماء
نهد
على حرير الرخام قبتا ياسمين
لو مددت يدي
اترجمها نجمتان
ام تدسها في قرار من الصدر دفين

2008-06-23

حجاب الحاضر، حجابٌ على المستقبل ادونيس

مقال مهم للشاعر الكبير ادونيس يستحق ان يقرأ مرات ومرات
- 1 -

أمضيتُ في تورينو بإيطاليا ثلاثة أيام (17-20 كانون الثاني/ يناير 2008) لمناسبة مَنْحي الجائزة الإيطالية: «غرينزاني كافور». في الأسبوع ذاته، صادف أن رفض الطلاب والأساتذة في جامعة روما، استقبال البابا لإلقاء محاضرة فيها. وقد أحدث هذا الرفض ضجة كبيرة، ثقافية وسياسية، شاءت بعض وسائل الإعلام الإيطالي، المرئية والمكتوبة، أن تعرف وجهة نظري فيها. ترددتُ، لأنني لم أشأ أن أتحدّث من خارج عن مسألة داخلية. غير أنني تراجعتُ عن هذا التردد، تلبية لرغبة قوية وملحة عند من سألوني. وكان جوابي قائماً على مبدأين:
الأول، ضرورة الحوار في المجتمع بين الفئات والأطراف مهما كانت آراؤها متباعدة ومتناقضة. فالحوار خصوصية إنسانية عالية، نتعلَّمُ فيه الإصغاء الى الآخر، والانفتاح عليه، كشفاً عن الحقيقة.
الثاني، ضرورة الاعتراف المتبادل بين هذه الأطراف والفئات. وإلا، انقلب المجتمع الى قبائل كلٌ منها تنغلقُ على نفسها، وتنبذُ الأخرى، وتحاربها. هكذا ينتفي الحوار. ويسودُ التبشير، وهو قبرٌ بائسٌ للمعرفة وللحقيقة معاً. ذلك أن التبشير يتضمن الاستتباع أو الإخضاع.
وقلتُ، لكي أوضح ما أذهب إليه، لا بد من أن كون البابا مستعداً لكي يستقبل في الفاتيكان وجامعاته عقلانيين ومُلحدين ولا دينيين لكي يحاضروا فيها، ولكي يناقشوا مشكلات الوحي والإيمان والإلحاد بحرية كاملة. وذلك مقابل استعداد الجامعات العلمانية لاستقبال البابا ورجال الدين بعامة لكي يقولوا آراءهم في هذه المشكلات، بحرية كاملة.

- 2 -

ذكّرتني هذه المسألة بما حدث معي مرة في الكويت، في أثناء المؤتمر الشهير حول أزمة الحضارة العربية. فقد احتج بعض المتدينين على مداخلتي في المؤتمر، وطلبوا إخراجي من الكويت. وطلب بعضهم من أعضاء جمعية دينية تُصدر مجلة تنطق باسمها أن يتحاوروا معي حول ما قلته في هذا المؤتمر، بخاصة، وحول ما تنشره مجلة «مواقف» آنذاك، في شكل عام. لبّيت هذا الطلب بفرح، ودعوتهم الى اللقاء في الفندق الذي أقيم فيه. جاؤوا في الوقت الذي اتفقنا عليه، وكانوا حوالى عشرة أشخاص. ناقشنا أموراً كثيرة.

وطال نقاشنا دون جدوى، فقلت لرئيس تحرير مجلتهم:
لديّ اقتراحٌ عمليّ، من أجل التأسيس لحوار بين الأضداد تحتاج إليه الثقافة العربية على نحو ضروري وملحّ. فأنا رئيسٌ لتحرير مجلة «مواقف»، وأدعوك الى كتابة مقالة تُناقش فيها بحرية كاملة، الآراء والأفكار التي تنشرها، والتي ترفضها أو لا تُقرّها، وسأنشرها في الصفحات الأولى من هذه المجلة، في عددها المقبل. لكن، مقابل ذلك، أطلب منك أن تنشر لي، أو لغيري من الأصدقاء الذين يشرفون معي على المجلة، في الصفحات الأولى من مجلتك، مقالة في نقد آرائكم وأفكاركم، وبخاصة الدينية. لكنه سرعان ما صرخ قائلاً:

- أعوذ بالله. معاذ الله.

قلت له: هل جئتم للحوار حقاً؟ وما يكون، إذاً، معنى هذا اللقاء؟ أنتم لا تريدون أن تُصغوا الى الآخر، المختلف. فهو، سلفاً، ضالٌّ، بالنسبة إليكم. أنتم تريدون «هدايته». تريدون أن يتبنى أفكاركم. أنتم لا تحاورون، بل تبشّرون. وهذا نوعُ من الإكراه والقَسْر. نوعٌ من الاستعباد.
وهكذا انتهى اللقاء.

- 3 -

استطراداً:
المجتمع العربي في وعي المتدينين الأصوليين هو، أساسياً، «مؤمنون»، و «كافرون»، والثقافة فيه هي، أساسياً، ثقافة إيمانٍ، وثقافة كُفر. وفي مثل هذا الوعي لا معنى للحرية، إطلاقاً. لكن، هل للإنسان نفسه معنى في مجتمع يسوده مثل هذا الوعي؟

- 4 -

لنسأل، في هذا الإطار، ذلك السؤال المكرر: ما دورُ المفكّر أو الكاتب في مثل هذا المجتمع؟ ونعرف اليوم أكثر من أي وقت مضى، أنه سؤالٌ لم يعد من الممكن فصله عن سؤال الاستطاعة: ماذا يستطيع المفكّر أو الكاتب أن يفعل، اليوم، في مثل هذا المجتمع؟ خصوصاً أن «الكُفر» و «الإيمان» فيه، صفتان لم تعودا تُطلقان على الفرد بفضل «الدين»، وحده، وإنما تطلقان عليه كذلك بفضل ذلك»الدّين» الآخر: الحكم.
ماذا يستطيع الشاعر، تحديداً؟

- 5 -

الشاعر، بفعل إبداعه ذاته، تلميذٌ للزمان والمكان: يتتلمذُ على العالم وأشيائه. وهو، إذاً، بفعل إبداعه ذاته، لا يعلّم، بل يتعلّم.
لا يُرشد، لا يَهدي، لا يُبرهن، لا يُقْنع. وهو لذلك لا يُداهِن، لا يتملّق، لا يزخرف، لا يُجمّل، لا يُدغدغ، لا يبشّر.
إنه المتتلمذُ – رائياً، وشاهِداً. يشهد، أولاً، على نفسه وعذاباتها وصبواتها ونشواتها. ويشهد ثانياً على العالم. وهو في ذلك رفيقٌ لقارئه، وليس قائداً. وبوصفه رفيقاً يقول له ما يقوله لنفسه: يقولُ ما لا يُقال – المكبوت، الممنوع، المحترم، المرفوض.
ولا «جمهور» له. ذلك أنه يكتب في معزل كامل عن الانحيازات الأيديولوجية – السياسية، لكي يقدر أن يخترق السائد المهيمن، بوصفه حجاباً على الواقع – أي على الحاضر.
كل حجابٍ على الحاضر إنما هو حجابٌ على المستقبل.

- 6 -

أعود الى تورينو، الى جائزة «غرينزاني كافور».
قلتُ في الكلمة التي شكرتُ بها أعضاء لجنتها: «عليَّ أن أذكِّر هنا برؤية العرب، منذ ما قبل الإسلام، الى الشعر، بوصفه بيت الحقيقة. وصحيحٌ أنه كان للاهوت دائماً بعدٌ سياسيٌّ في حياة المجتمع. لكن، كان يواجهه دائماً نقدٌ يقوم به شعراء ومفكرون، كلٌّ بطريقته الخاصة. واليوم، يصل هذا البُعد الى حدود لم يعد كافياً نقدها، على الصعيد السياسي وحده. فالاتساع المتزايد لهذه الحدود في الغرب وعند العرب والمسلمين يدعونا في قراءة عالمنا اليوم، الى الذهاب أبعد من السياسة، لكي نُحسن فهم المشكلات التي نجابهها: قراءة تعمل على وضع أسسٍ جديدة لا تتحدّد فيها هوية الإنسان بانتمائه الى عِرقٍ أو دينٍ، وإنما بانتمائه الى الكينونة الإنسانية، وبوصفه كائناً إنسانياً لا إمام له إلا العقل، كما يعبّر الشاعر العربي الكبير أبو العلاء المعري...».

الحياة
07/02/0820

2008-06-19

لمن تدق اجراس الخميس 03

جرس اول
حدث ان تفقد شهية الكتابة وان لايطاوعك القلم وان تتمنع الورقة البيضاء رافضة
كان يحدث ذاك في عصر التدوين الورقي اما مع التدوين الرقمي فقد تغيرت الوسائل ولكن شهية الكتابة تغادرك احيانا
فقط لوعد الخميس اكتب هذا الاسبوع
جرس للصورة
منذ بداية الاسبوع يرقد يوسف شاهين في غيبوبة في مستشفى باريسي
الامر متوقع وعادي
لكن احساسا بالالم ظل يستوطن الروح مذ سمعت الخبر
عشرات المرات شاهدت افلامه وبدقة اجزم اني شاهدت اغلب افلامه عشرات المرات للفيلم الواحد
ولااتردد مطلقا في ان اعيد المشاهدة وصغيرا قادني عشقي لافلامه الى نوادي السينما والى مهرجانات السينما
منذ سنوات عديدة قادني حبي وعملي اليه جلسنا معا في نزل" افريكا"
(بشكله القديم )كان الموعد مبرمجا ل10دقائق ولكن بقينا لساعتين الا قليلا
اكتشفت فيه روحه الطفولية ونزقه المرح وقدرته على ادارة حوار مراوغ حينا وجارحا حينا
اذكر الان جيدا وانا اهم بالمغادرة قوله بلكنته المحببة "انت هلكتني
"
جرس الكلام
المبدعون حقا كلما تواضعوا كلما كبروا في أعين محبيهم
هذا جوهر ماعلق بذهني من شريط" هي فوضى" قبل مشاهدته وهو التعليق الممكن على وضع يوسف شاهين لاسم خالد يوسف مخرجا معه لهذا الشريط لا مجرد مساعد مخرج
باشياء بسيطة يكبر المبدعون في أعيننا
جرس الموسيقى
اعود مرة اخرى الى محمد منير ولكن للاجابة على سؤال هو التالي
لماذا أحب يوسف شاهين ؟
لانه علمنا ان نعلي الصوت
نعلي الصوت فنقول لا ونعلي الصوت لنطلب حقنا في الحلم والحياة
لانه علمنا أن الاغاني ممكنة
أن الحياة كما نشتهي ممكنة ..كما يشتهي حلمنا ...كما نصوغها نحن في فنوننا ممكنة
احبه اذن لانه صانع حلم او على ايقاع عنوان احد افلامه
"بياع احلام "لا"بياع خواتم "

MusicPlaylist

جرس النشيد

أَنا يُوسفٌ يَا أَبِي .
يَا أَبِي إِخْوَتِي لاَ يُحِبُّونَني , لاَ يُرِيدُونَني بَيْنَهُم يَا أَبِي .
يَعْتَدُونَ عَلَيَّ وَيَرْمُونَني بِالحَصَى وَالكَلاَمِ .
يُرِيدُونَني أَنْ أَمُوت لِكَيْ يمْدَحُونِي .

وَهُمْ أَوْصَدُوا بَاب َبَيْتِكَ دُونِي .
وَهُمْ طَرَدُونِي مِنَ الَحَقْلِ.
هُمْ سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي .
وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي

محمود درويش

2008-06-12

لمن تدق اجراس الخميس 02

جرس اول
ما يتداعى الى الذهن طيلة اسبوع من قراءات ومشاهدات وانطباعات وملاحظات
في شؤون الثقافة والحياة والفنون اصوغها في تدوينة اسعى ان اواضب
على نشرها كل خميس منوعا في كل مرة اجراسها أي عناوينها
هذا عددها الثاني
جرس للحنين
رغم الجهد المبذول والاستعداد للتخلص من مشاغل الحياة اليومية الرتيبة لم احضر المهرجان الاول للاغنية البديلة والملتزمة
هذه الرغبة العارمة والاحساس بضرورة الحضور ارقاني فاغلب الفاعلين اصدقائي وعلى امتداد سنوات بعيدة الان تقاسمنا معا امسيات وسهرات ولحظات حميمة وتصاعدت اصواتنا ونحن نتفق ونختلف
عن علاقة النضالي بالفني وعن اولوية الموسيقى على الخطاب
اخذتنا الحياة كل الى غاية ولكن ظل الحنين
وفرقتنا المسافات لتجمعنا محبة سرية صافية
اعتذرت للبعض عن غيابي ولم اعتذر للبعض فثمة الم دفين يسكن الروح حين تعجز عن ان تكون كما تحب
ويظل سؤال يؤرق
الىمتى هذا الحنين
كيف السبيل الى ان نغادر دائرة النوستالجيا
جرس الكلام
الغاوون
الغاوون ما اكثرهم ومااقلهم
ليس سهلا في زحمة الجهل المعلب والتسطيح المعمم (بالمعنيين العام والعمامة )
ان تصدر جريدة شعرية شهرية في بلاد العرب
السنا امة الشعر ؟ يقال
ولكننا اقل الشعوب احتفاء بالشعر والشعراء
" الغاوون" هي هذه الجريدة ومنذ ايام صدر في بيروت عددها الرابع
حاملا سؤال الصفحة الاولى "ثم اين شعر المقاومة"
قد تتفق وقد نختلف مع خطها الشعري ومع خطها العام ولكنها تظل نوافذ معرفية وجمالية مفتوحة على السؤال وعلى المهمش والخفي
في هامش ثقافي يضيق يوما فيوما
مقالات العدد الرابع تغري بقراءتها وتغري اكثر بالاختلاف معها ولكنها تقدم متعة خالصة لمحبي الشعر
للاطلاع على" الغاوون" يمكن زيارة موقعها
http://alghaoon.com/
جرس الموسيقى
صوت أمال المثلوثي صوت مفعم بالامل ومفعم بالتحدي
صوت يشدك اليه فلا مجال الى ان تظل معه محايدا
سمعتها اول مرة صدفة وحدثني عنها بعض اصدقائي الخلص
وحاورتها فاكتشفت فيها وعيا دقيقا بما تفعل وبما ينبغي ان يكون مستفيدة من تراث غنائي موسيقي
ومن منجزات الاغنية البديلة العربية في تلويناتها المتعددة ومستفيدة خاصة من انفتاح حقيقي وواع على انماط موسيقية عالمية تتجدد كل يوم
امال ستكون في نهاية الاسبوع في دار بن عبد الله وليكن هذا الكلام اعتذاري اليها
جرس النشيد
أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْد .
تُمَشِّطُني بخُصْلَّة شعرها الذَهَبيّ
تبحثُ في ثيابي الداخلّيةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ وَتَرْفُو جَوْريي المقطوعَ .
لم أَكَبْر على يَدِها كما شئنا :
أَنا وَهي , افترقنا عند مُنحَدرِ الرَّخام ... ولوَّحت سُحُبً لنا , ولماعزِ يَرِثُ المَكَانَ .
وأَنْشَأَ المنفى لنا لغتين :
دارجةُ ... ليفهمَهَا
الحمامُ ويحفظَ الذكرى , وفُصْحى ...
كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا
محمود درويش(تعاليم حورية )

2008-06-10

قداس النار بقايا نص قديم جانفي 1989

ليس لي من بلد
غير ما أمسكت يدي من هباء السؤال
أو دم أترع الشارع لونه
وإستحال جليسي في " مقهى الشارعين "
ذات صباح
أطفأ الوقت وردته الخامسة
ولست أذكر الآن وجهه
أو أخاديد يديه
لست أذكر كيف ينكسر الضوء
على مدى صوته في الحرم الجامعي
لا أذكر الآن شيئا
ولكن
تقول طيور تستوطن الشارع
تقول الطيور
كان يجيء صباحا
يسكب حلمه عند حدود أصابعه
محتفلا بالنشيد

النشيـــد
حلمنا صار حقيقة
ليلنا صار نهار
قد ظفرنا بالطريقة
نحو تتويج المسار

صاخبا يأتي صوته
أن أسروا بحلمنا ليلا إلى مقبرة من رماد
فلنا شبق الذكرى
واحتمالات الوصول
ولنا تبرعم اللغة في صفاء العناد
لنا الرصيف
لنا الخريف
واشتعال الشوق في حمى الذهول
......ان حاصروا موجا تغمدناه صغارا
سنطلق زنبق الخطو في مدائنهم
ونراوغ صورتنا
كي نستحيل طيورا في ليل الشهوات

أو ندع
دمنـــــا
يستـــوي
ملكا
على قرنفل
شقــــــق
الطرقــات

أو
نسيل
صاخبا ياتي صوته
محتفلا بالنشيد
والتي وعدت ان تجي
اعلنت اسمها دولتي
وعينيها رايتي ونشيدي
وأطلقت لاجلها طيور القلب بعيدا
بعيدا
في مدى ضوئها العاتي
ومن لغتي رسمت لها نجوما لاتنطفئ
أشــعارا
......اوتارا
......أشجارا تخضر صيفا
وأرقت خموري عند باب معبدها
كنت اعبدها
لكنها
لم تجئ

أطفأ الوقت وردته الخامسة
إنطفأ الوقت
ولم يزل ينضح بالرغوة جسدي
إنطفأ الوقت
ولم تزل تورق في دمه بلدي

إنطفأ الوقت
تقول الطيور
مساء انكدرت نجمة في سماء الرماد
مساء اشتعل بلبل في صقيع الشتاء
لم يجد رغيف يومه
فإستوى ملكا
على شوارع مقفرة
لم يجد خمرة حلمه
فإنزوى ثملا في حانة المقبرة
كانت الخمرة تنوس
وضوء الشمع ينوس
وكان مؤتلقا في شطحة سكره

أطفأ الوقت وردته الخامسة
وأنا في حانة الكون أسعى أن انسى
وأدعو انثاي كي نصرخ
في قداس نار

احترقي أيتها الأشياء احترقي
أيتها الأشياء احترقي أيتها الأشياء

احــ......
......تــر......
......قــي

2008-06-05

لمن تدق اجراس الخميس

جرس اول
ما يتداعى الى الذهن طيلة اسبوع من قراءات ومشاهدات وانطباعات وملاحظات
في شؤون الثقافة والحياة والفنون اصوغها في تدوينة اسعى ان اواضب
على نشرها كل خميس منوعا في كل مرة اجراسها أي عناوينها

جرس للوفاء
منذ ايام قليلة رحل السيد سين
رحل بعد ان تجاوز الستين بسنوات قليلة دون ان يغادر طفولته ...تلك صورته في ذهني لم اعشره كثيرا فنحن من جيلين مختلفين ومناخين ثقافيين متباعدين قليلا ولكن بيننا امتد ود جنوبي حميم
السيد سين شخصية حادة لا يترك لك هامشا كي تموضعه في منزلة بين المنزلتين
اما تحبه او تكرهه
والسيد سين كثير الشكوى والتبرم والتوجع (لعل البعض لم يفهم الامه ) وفي ذات الان منغمس في انتاجه يكتب نصا ويؤلف مسرحية ويدير ممثلين ويقف امام الكاميرا
والسيد سين نشط في مواسم يملا المشهد فعلا وحركة وابداعا والسيد سين كسول ينزوي لاوقات طويلة في ركن ويغيب عن الانظار كانه ليس هنا
هي ذي صورة السيد سين في ذهني
وبتلك الصورة احببته
سمير العيادي السيد سين الذي غادر منذ ايام دون وداع
ستظل صورته صورة المتعطش للابداع اليس هو صاحب "عطشان يا صبايا"
ايمكن ان ينسى ذاك النص
سمير العيادي نم هانئا ايها السيد سين

جرس الكلام
سعدت ليلة امس باحراز اذاعة تطاوين جازتين ذهبيتين في مهرجان الاذاعة التونسية الاول فهي بيتي الذي منذ اكثرمن 14سنة اسهم مع زملائي في بنائه لبنة لبنة فكرة فكرة برنامجا برنامجا
تسعد جدا حين يكافىءجهد سنين
جهد كاد ان يمضي في العتمة عتمة البعد اساسا
ولانك كنت الاصغر والابعد والاقصى فلسعادتك طعم احلى
ولها طعم اروع حين يكون الذهب عن برنامج يعيد الى الذاكرة فريد غازي ( امازال البعض يذكره )
ولها طعم ابلغ حين يكون الذهب عن برنامج ينشر الثقافة الرقمية في عصر تنتشر فيه الغيبيات وثقافة البول والفتوى
شكرا لكم اصدقائي شكرا فاطمة بالهويشات شكرا عرفات الذيب

جرس الموسيقى
احببت صوت محمد منير مذ سمعته اول مرة (كان ذلك في بداية الثمانينات)وتوطدت علاقتي بصوته مع اغلب اغانيه بعد ذلك بما مثلته من مسار فكري وجمالي ذي منحى تجديدي مخصوص واثارت اعماله السينمائية خصوصامع يوسف شاهين اهتمامي وكذلك مرجعياته النوبية الجنوبية
منذ ايام وان اسمع عمله الجديد طعم البيوت ...عمل جميل ومنوع فيه الكثير من الجدة والبحث ومن الاصالة ايضا ...واستمتعت اكثر بغنائه (على طريقته)لرائعة الهادي الجويني تحت الياسمينة في الليل
وطربت لاغنية يونس ربما لاشتغالها بشكل مختلف على حكاية يونس والسفيرة عزيزة كجزء من السيرة الهلالية

جرس النشيد

يقول ابو نواس

نضَتْ عنها القميصَ لصَـبّ مـاءٍ فـوَرّدَ وجهَهـا فـرطُ الـحيـاءِ

وقابلـتِ النسيـمَ وقـد تعـرّت بـمعتـدلٍ أرقّ مـن الـهـواءِ

ومـدّت راحـةً كالـماءِ منـها إلـى مـاءٍ مُـعَـدٍّ فِـي إنـاءِ

فلمّا أن قضَـتْ وطـراً وهـمّتْ على عَجَـلٍ إلـى أخْـذِ الـرّداءِ

رأت شخصَ الرّقيبِ على التّدانـي فأسبلتِ الظـلامَ علـى الضّيـاءِ

فغابَ الصبحُ منـها تـحتَ ليـلٍ وظلّ الـماءُ يَقطِـرُ فـوقَ مـاءِ

2008-06-04

هوامش على دفتر النكسة نزار قباني


1
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

2008-06-01

01 جوان تدوينة للمغرب اقترحات شعرية

الخروج من مقهى الزنوج اولاد احمد تونسأأزعجتكم يا ندامى؟

أكسّرت كاسا

... ولم أتكسّر؟
ناح بقربي حمامٌ

وسالت دموعٌ اليتامى

ولم أتأثّر؟

أقبّلت منكم صديقا ...

ولم أعتذر في الصّباح؟!

لماذا، إذن تسقطون

وما كلّ هذا الصّياح؟!

أأزعجتكم يا بنات؟!

ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟

أقلت كلاماً جميلاً...

على شامةٍ فوق خدٍ جميل

ولم أطلب العُذر قبل المساء؟

لماذا

إذن

يا نباتُ

تهيج على صدرها في الربيع

وتأوي إلى معطف في الشتاء؟

بكائية بختى عز الدين ميهوبي الجزائر
يا عصافير زماني

امنحي قلبي مفاتيح الرؤى

وانثري عطرك

وشْمًا في الثواني

امنحيني

مطراً أو عاصفه

أو وروداً نازفه

يسقُطُ العُمرُ وأبقى

مثلما النخلة

دوماً واقفه

امنحيني

ساعةً من دفء عينيك

لأحيا ساعتين

وارسميني قمراً

يقطرُ نوراً ولُجينْ

امنحيني

وطناً أو زنبقه

كفناً أو مشنقه

امنحيني أي شيء

كلُّ ما بين يديْ

فَرَحٌ تحمله هذي المساءات إليْ

سارقة الورد راشد الزبير السنوسي ليبيا

خبأتها فأبت عليك وتفتحت في وجنتيك
تلك الورود وحسبها أن صار مرفؤها يديك
رحلت مع الأحلام يغريها الهوى في ناظريك
فضممتها .. وحبتك أغنية تدغدغ مسمعيك
وتجيل في خديك في شفتيك ما أهدت إليك

نديمي في الكاس ادريس علوش المغرب

نديمي في الكأس

في المحبة .. واللاَّحربَ..!

ما الذي يحدث الآن في دولاب الموسيقي

وأنت..؟

ما خَطْبُكَ، لَوْ أَنَّ اللَّيل انْزَاحَ عنْ غَسق الصبح..؟

وكأْسُكَ، هلْ شَرِبْتَه عن آخره أولاً..؟

معك أنا في خراب النص،

واللحظة،

والقصيدة..!

(كُلَّمَا ضَاقَتِ العِبَارَةُ…

أَذْهَبُ لحالِ سَبيلي..!)

نديمي في غُرَف الأَرْض

في الهَواء المُثْخَن بِرَعْشَةِ

الزِّلْزالِ..!

هَيَّا نَصْعَدُ معا سُلَّم الوَظيفةِ

نَتسلى بِرَاتب الشَّهر المَبْحوح

نُحاكي رَقْصَ الغُربَانِ

نُرَتِّب فَوانيس النَّهَار

أما اللَّيل، فهو مهنة الشُّعراءِ
.. وكفى

2008-05-26

اللغة كما أثنى ممتعة

لا !
لن ادع الحشرات تغزو هذا البهاء
من سوسن وماء
من نار ونور
من شبق
من قلق
شكّلت ... فكيف أصير هباء
آه جدي
أبثث روحك فيّ كي أمتد
لقد حاصروا قمري
اعني لم يفهموا اللغة حين تسمي
انزياح الله إلى خمر
أو انحيازه
والنهد إلى بشارة
تبرعم اللفظ في حلق المغني
وجع العمر حين أداريه بأغنية شاردة
يطقوس حنين مر
- هلالي وتحن ؟؟
- هلالي أختزن الذكريات جميعا
كي أرى خيلي تطلق نافورة الآتي
واشك بماضي ورد القلق
لأزهو بشذى شكي
وأزرع في ليلي طير الأسئلة النافرة
كي تتضح الرؤيا
ويفتضح الهوس المقنع بالثبات
يخرجون من غبش التاريخ
من طحلب الوقت
من فجاجة المطلق
بعمائم تنضح نفطا
بمشانق في شكل لحي
بكتب / أفاع تسعى في آسن الليل
- وأذن ؟
- سأدل الريح عسى تروح بأرواحكم
وأسرج جموح شهوتي
من شجر العمر أدبّج أغنية للأمل المتلاطم
واذكي في " ليلى " نار أنوثتها
كي تتبدى مفاتن
وأشرع القلب المزنر بالنشيج
كي تقتات شهده
حتى ان أزحت الريح قلت
" أن الضلوع مساكن "
فتفيء دوح الروح وانهمري
رذاذ ضوء ينسغ أوردتي اشتهاء
وتوحدي ... وتبددي ... وتوحدي
التحفي الظل وإحتفلي
بالنار تلهج بالتأوه والضجيج
النار اختزال الكون في حمى جسد
تذبذب موجتين لبندلق الزبد
حبب النبيذ الذائب في كاس الشفاه
أو فوق ثلج النهد
علته جمرتان
فتمددي
سينعكس ضوء ... فاتمرأى بين ضلعين
طفلا نزقا
يتقرى الآشياء بلسان
تلذعني النعومة فأغتذي من واوها
واحتد
ويرتد الصمت غيما
والليل ينشطر بين ضوء ونار
فأطفئي الغيم
أوقدي عصا تبغي
وان استعصى اللهب
اعصي الكمون المتسلل إلى دورق الروح
واهتدي بي
فذي سبلي ... وعصاي
لي فيها مآرب أخرى إذ ينفتح
نهرا مرمر متوحش عن دغل
يشتبك به العشب البري
والدهشة
( اللغة ألان تمتنع ... أعني لا تقول
وقد يتدخل الرقيب / المقص
ليشذب شجر اللذة
متناسلا في الكلام)

2008-05-20

سمرة

لها لون البن اللذيذ
مذاقه
عطره
فعله بعد اشتعال النبيذ
لها رفيف القلب
يتنزه في حديقة فتنتها
تهدل الصوت
وهو يبوح بشهوته
وبها يستعيذ

2008-05-15

سنرجع يوما الى حينا هارون هاشم رشيد

سنرجع يوماً الى حينا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
فيا قلب مهلآ و لا ترتمي
على درب عودتنا موهنا
يعز علينا غداً أن تعود
رفوف الطيور و نحن هنا
تلال هناك عند التلال
تنام و تصحو على عهدنا
و ناس هم الحب أيامهم
هدوء انتظار شجي الغنا
ربوع مدى العين صفصافها
وهي على كل ماء فانحنى
تعب الظهيرات في ظلها
عبير الهدوء و صفو الهنا
سنرجع خبرني العندليب
غداة التقينا على منحنى
بأن البلابل لما تزل
هناك تعيش بأشعارنا
وما زال بين تلال الحنين
وناس الحنين مكان لنا
فيا قلب كم شردتنا رياح
تعال سنرجع هيا بنا

2008-05-07

سعدي يوسف صــلاةُ الوثــنِــيّ إلى عبد الرحمن منيف


يا رَبَّ النهــرِ ، لكَ الحمدُ :
امْـنَـحْــني نِــعْـمةَ أن أدخلَ في المــاءِ …
لقد جفَّ دمي
ونشِــفتُ ؛ قميصي رملٌ ، وشفاهي خشبٌ
حتى حُلمي صار طوافاً في مَـذأبةٍ صفراءَ …
امنَحْـني ، ياربَّ النهرِ


كِـســاءَ النهرِ ،
لكَ الشكرُ
لكَ الحمدُ
فـمَـنْ لي غيرُكَ ، يا عارفَ سِــرِّ الماءْ ؟
…………...
……………
……………

يا ربَّ الطيرِ ، لكَ الحمدُ :
امنَـحْـني أنْ أتَـقـرّى بين يديكَ جناحَ الطيرِ
امنحْـني نِـعمـةَ أن أعرفَ نبضَ قوادمِـهِ وخوافيــهِ
وأنْ أدخلَ فيهِ …
لقد أُوثِقْـتُ ، سنينَ ، إلى هذي الصخرةِ ، يا ربَّ الطيــرِ :
أدِبُّ دبيباً
وأرى كلَّ خلائقِـكَ ارتفعتْ نحوَكَ تحملُـها أجنحةٌ
إلآّيَ …
امنَـحْـني ، يا ربَّ الطيرِ ، جناحينِ !
لكَ الشّــكر …
……………
……………
……………
يا ربَّ النخلِ ، لكَ الحمدُ :

امنَــحْــني ، يا ربَّ النخلِ ، رضاكَ ، وعفوَكَ :
إني أُبصِـرُ حولي قاماتٍ تتقاصَــرُ
أُبصرُ حولي أمْـطاءً تَحدودِبُ ،
أُبصرُ من كانوا يمشونَ على قدمينِ انقلبوا حـيّـاتٍ تســعى …
يا ربَّ النخلِ ، رضاكَ وعفوَكَ
لا تتركْـني في هذي المحنةِ
أرجوكَ !
امنَـحْـني ، يا ربَّ النخلةِ
قامةَ نخلةْ …

لندن 26/1/2004
ـــــــــــــــــــــــــ
* أمطاء : جمعُ مَـطا ، وهو الظَّــهر .

2008-05-03

رحيل

قال الارض ضيقة
ومضى
....
وقبل
مضيه
زرع صوته
في اقمار الفضا
جارحا في حنين
هامسا في غضب
وليس في الروح غير امان
وليس في القلب غير التعب
...
قال الارض ضيقة ومضى
ولكن الارض
اضيق مما نظن ياصديق
وليس بوسع خطانا اختزال الطريق
الى ضفتين
ضفة لاغاني الحنين يقود القلب الى زغب طفولته
ضفة للغباريرافق العمر الى غايته دون انتباه
وليس بوسع هذا الجسد
ان يراقص الروح ترفرف في مداه

2008-04-29

نزار قباني سلاما ايها الشاعر

كل الكلام الذي يمكن ان يقال والذي لم يقل احسه بعض الكلام الذي يجب ان اقوله في ذكرى رحيل نزار العاشرة
لست نزاري القصيدة والهوى ولكنه الشاعر بالف لام التعريف
فقط نقاط بوح القيها هنا على امل العودة مرة اخرى
*حين كنت اتهجى حروف قصائدي الاولى اكتشفت في ركن من مكتبة البيت "طفولة نهد" و"قالت لي السمراء" انتبهت لحظتها ان الشعر ابسط واعمق مما كنت اظن شرط ان يكهرب الروح والجسد معا
*لم اجد خلاصا من سطوة نصه فغدت نصوصي بعده غير ماكنت اكتب ولكني لم اشعر انها بذات السلاسة والروح وان كانت بلغته ومناخاته وتقنياته وحتى شكل اخراجها
*استاذي رجني حين قال لي نزار شاعر بسيط ممتنع
لااحد يستطيع ان يشبهه كل الشعراء الذين يستنسخون نصوصه ومناخاته لن يستمروا اخرج من جبته فهو لايكرر
* كان البياتي والسياب خلاصا لاكتشف ان الشعر ارحم من ان يكتبه شاعر فقط
**القيروان اضافت الى نزار في علاقتي به الانساني حولته من كائن ورقي متعال الى جسد ينبض شعرية
على طاولة عشاء في نزل الكونتيننتال جالسته واكتشفت ان قصيدته نابضة بالحياة لانه ينبض حياة
بعد قارورتي نبيذ استعاد وجهه طفولته وغدا صوته بعطر الياسمين الدمشقي واستلقت في عينيه نساء الارض
*كل عاشق هونزاري الهوى حين يتهجى تضاريس انثاه
* كل عاشقة يسكنها شعره وهي تتقرى استدارة نهدها اذ تواعد قبلة عاشقها
*كل مهرول يجد صدى قفاه في شعره
*كل ثائر يقول من شعره صارت عندي بندقية فخذوني معكم
*في شعره انتبهت العربية الى قدرتها على الخروج من غرفة التحنيط
*في قصائده اخذت الاسماء مسمياتها دون خجل
منذ 10سنين وانا اريد ان اقول نزار سلاما
اونزار شكرا
ولم استطع
لعل هذا الكلام شيءمما ينبغي ان يقال
الان

2008-04-24

تسلل

في مدن الوحشة
يحدث
أن يتسلل وجهك إلى حلمي
...
لكني لا اسأل
كيف إلى حلمي تسللت
بل
كيف الحلم إلي تسلل

2008-04-05

05 افريل

لخمس
خلون من شهر الطير
سنة النكسة
طرقت باب الكون
تسللت من ماء الى تربة متعبة
كانت الارض تعد اللقاح
وامي تعد السنين
امان
اواغان
او فصولا من جمر مهترئة

2008-04-03

صهيل خيولهم

مقطع من نص عمل مسرحي يحمل عنوان صهيل خيولهم هو اول عمل مسرحي محترف بولاية تطاوين انتاج ابواب للانتاج المسرحي اخراج نزار الجليدي تمثيل منال الاحمر عامر المثلوثي وعلي قياد العرض الاول مبرمج ليوم 11افريل

الدروب عرفناها درب درب ، ملي خرج النجع من الشرق لين وصل للغرب ، فج يوصلك لفج ، واد يرمي بك لواد ، برور على شفا البحور ، جبل ورمل ، صحراء خالية وموحشة ، تلوحك للخلاء الواسع، واسعة خطوتنا في ها الليل البارد ، لا قمر يعس ، لا حركه ، لا حس عيونك قناديلك ، وصوتك نايك موال شارد ، يذكرك بالربع الخالي ، بحمدان والمختاره ، يذكرك بصوت دافئ يهمس لخصله طايره ، على صهوة ريح ، محمله بريحة خزامه ... ذكرى بعيده ، غايمه ، تنوس قدام عيونك ، معلقه بنجمه ترحل بيك ، لأرض خضراء ترابها أسمر عسل ، شجرها ليل ، وماها فضه سايله، هي ليك وأنت ليها ،... طريقك طويل ومرصود لكن لازمك توصل ... بث عيونك يتلحفوا بالليل ، ويرصدوا الأخبـار ، ... يندسوا بين الناس يعرفوا الأسرار ... الجند والأسوار ... البيبان والحراس... بعدها طريقك تولي سالكه والبلاد في كفك تدور تأمر وتنهي ، تقرر وتحكم ، تملك وتملك ... تسود وتورث...أهلك وناسك أنت خلاصهم وهم خلاصك ، أعزم ولا تتردد...
*نادية : مرعي ويونس ، أمانتك يا صيد الصحاري ويحي وصيتي.
*يحي : جناحي حاميهم ، الدرب يعلمهم ، ونا نوريهم.
*نادية : الرمل قال.
*يحي : الرمل ما يقولش ...احنا نقروا فيه حيرتنا ، مخاوف روحنا وفزعنا ع الراحلين...
*نادية : رحلتك طويله ومقصدك بعيد.
*يحي : عارف.
*ناديه : الوحش في الخلاص ما يخوف ... الوحش بين الناس يعصر القلب يدميه.
*يحي : سيفي جارح ، والقلب حجر صلد.
*نادية : أنت ما عليك خوف ، أما الرفاقه عودهم غض.
*يحي : الثنيه تعلم ... واللي ما رباه النجع يربيه السفر.
*سمير : السفر لعبتي القديمه تقولش صاكي ديما حاضره ، ما نركح في بلاصه من قريه صغيره منسيه ملوحة في آخر الدنيا ، بيوتها حجر ، ونهوجاتها رمل ، حطني جدي في أول الكياس وقالي امشي ... امشي ... لا ترجع ... لا تتلفت ... لا تحط رحيلك ديما القدام.

2008-03-27

اليوم العالمي للمسرح

احتفالا باليوم العالمي للمسرح انشر هنا نص البيان الذي كتبه المسرحي الكبير روبير لوباج من الكيباك تحت عنوان


على المسرح ان يعيد اكتشاف ذاته

الفرضيات حول نشأة المسرح عديدة، لكن فرضية تستهويني أكثر من غيرها، ولها شكل حكاية أسطورية:

في إحدى ليالي ذاك الزمن السحيق، تجمّع رجال في مقلع للحجارة طلباً للدفء حول نار مشتعلة وتبادل القصص والأحاديث. وفجأة، خطر في بال أحدهم الوقوف واستخدام ظله لتوضيح حديثه. ومن خلال الاستعانة بضوء اللهيب، استطاع أن يُظهر على جدران المقلع شخصيات أكثر جسامة من أشخاص الواقع. فانبهر الآخرون، وتعرّفوا من دون صعوبة إلى القوي والضعيف، والظالم والمظلوم، والإله والإنسان البائد.

وفي أيامنا هذه، حلت مكان نيران المباهج التي توقد في المناسبات الخاصة والأعياد الأضواء الاصطناعية، وجرى الاستعاضة عن جدران المقلع بآلات المسرح المتطورة. لكن مهما كان رأي المحافظين، فإن هذه الحكاية تذكرنا بأن التكنولوجيا تواكب المسرح منذ نشأته وأنه لا يجب النظر إليها وكأنها تهديد له وإنما كعنصر موحد.

كما يتوقف بقاء الفن المسرحي على قدرته في إعادة اكتشاف نفسه من خلال دمج أدوات ولغات جديدة. وإلا، فكيف للمسرح أن يبقى شاهداً على التحديات الكبرى لعصره، وأن يشجع الوفاق بين الشعوب إن لم يثبت هو نفسه عن انفتاحه؟ وكيف له أن يتباهى بتقديم حلول لمشاكل التعصب والاستبعاد والعنصرية، إذا كان في ممارسته الفعلية يرفض الخليط والدمج؟

يجب على الفنان، في سعيه إلى تمثيل العالم بكل تعقيداته، أن يقترح الأشكال والأفكار الجديدة، وأن يثق بذكاء المشاهد القادر على تمييز الجانب الإنساني في اللعبة المتواصلة بين الضوء والظلام.

صحيح أن الإكثار من اللعب بالنار يعرّض الإنسان لألسنة اللهب، لكن الإنسان يمنح نفسه أيضاً، بهذه المجازفة، فرصة الإبهار والتألق.