2008-06-25

قصائد قصيرة



طباق
اضيفي
الى الليل بسمتك
سيندلع نهار
قبلة
نار تلظى
في اشتعال شفة
حين سحب الفتى قبلته
الفى طيورصدره
مرتجفه
كوثر
هي ما وعد الله المتقين
واستثنى الشعراء
غير انهم
في الدنى غافلوه
وارتشفوا عسلا وماء
نهد
على حرير الرخام قبتا ياسمين
لو مددت يدي
اترجمها نجمتان
ام تدسها في قرار من الصدر دفين

2008-06-23

حجاب الحاضر، حجابٌ على المستقبل ادونيس

مقال مهم للشاعر الكبير ادونيس يستحق ان يقرأ مرات ومرات
- 1 -

أمضيتُ في تورينو بإيطاليا ثلاثة أيام (17-20 كانون الثاني/ يناير 2008) لمناسبة مَنْحي الجائزة الإيطالية: «غرينزاني كافور». في الأسبوع ذاته، صادف أن رفض الطلاب والأساتذة في جامعة روما، استقبال البابا لإلقاء محاضرة فيها. وقد أحدث هذا الرفض ضجة كبيرة، ثقافية وسياسية، شاءت بعض وسائل الإعلام الإيطالي، المرئية والمكتوبة، أن تعرف وجهة نظري فيها. ترددتُ، لأنني لم أشأ أن أتحدّث من خارج عن مسألة داخلية. غير أنني تراجعتُ عن هذا التردد، تلبية لرغبة قوية وملحة عند من سألوني. وكان جوابي قائماً على مبدأين:
الأول، ضرورة الحوار في المجتمع بين الفئات والأطراف مهما كانت آراؤها متباعدة ومتناقضة. فالحوار خصوصية إنسانية عالية، نتعلَّمُ فيه الإصغاء الى الآخر، والانفتاح عليه، كشفاً عن الحقيقة.
الثاني، ضرورة الاعتراف المتبادل بين هذه الأطراف والفئات. وإلا، انقلب المجتمع الى قبائل كلٌ منها تنغلقُ على نفسها، وتنبذُ الأخرى، وتحاربها. هكذا ينتفي الحوار. ويسودُ التبشير، وهو قبرٌ بائسٌ للمعرفة وللحقيقة معاً. ذلك أن التبشير يتضمن الاستتباع أو الإخضاع.
وقلتُ، لكي أوضح ما أذهب إليه، لا بد من أن كون البابا مستعداً لكي يستقبل في الفاتيكان وجامعاته عقلانيين ومُلحدين ولا دينيين لكي يحاضروا فيها، ولكي يناقشوا مشكلات الوحي والإيمان والإلحاد بحرية كاملة. وذلك مقابل استعداد الجامعات العلمانية لاستقبال البابا ورجال الدين بعامة لكي يقولوا آراءهم في هذه المشكلات، بحرية كاملة.

- 2 -

ذكّرتني هذه المسألة بما حدث معي مرة في الكويت، في أثناء المؤتمر الشهير حول أزمة الحضارة العربية. فقد احتج بعض المتدينين على مداخلتي في المؤتمر، وطلبوا إخراجي من الكويت. وطلب بعضهم من أعضاء جمعية دينية تُصدر مجلة تنطق باسمها أن يتحاوروا معي حول ما قلته في هذا المؤتمر، بخاصة، وحول ما تنشره مجلة «مواقف» آنذاك، في شكل عام. لبّيت هذا الطلب بفرح، ودعوتهم الى اللقاء في الفندق الذي أقيم فيه. جاؤوا في الوقت الذي اتفقنا عليه، وكانوا حوالى عشرة أشخاص. ناقشنا أموراً كثيرة.

وطال نقاشنا دون جدوى، فقلت لرئيس تحرير مجلتهم:
لديّ اقتراحٌ عمليّ، من أجل التأسيس لحوار بين الأضداد تحتاج إليه الثقافة العربية على نحو ضروري وملحّ. فأنا رئيسٌ لتحرير مجلة «مواقف»، وأدعوك الى كتابة مقالة تُناقش فيها بحرية كاملة، الآراء والأفكار التي تنشرها، والتي ترفضها أو لا تُقرّها، وسأنشرها في الصفحات الأولى من هذه المجلة، في عددها المقبل. لكن، مقابل ذلك، أطلب منك أن تنشر لي، أو لغيري من الأصدقاء الذين يشرفون معي على المجلة، في الصفحات الأولى من مجلتك، مقالة في نقد آرائكم وأفكاركم، وبخاصة الدينية. لكنه سرعان ما صرخ قائلاً:

- أعوذ بالله. معاذ الله.

قلت له: هل جئتم للحوار حقاً؟ وما يكون، إذاً، معنى هذا اللقاء؟ أنتم لا تريدون أن تُصغوا الى الآخر، المختلف. فهو، سلفاً، ضالٌّ، بالنسبة إليكم. أنتم تريدون «هدايته». تريدون أن يتبنى أفكاركم. أنتم لا تحاورون، بل تبشّرون. وهذا نوعُ من الإكراه والقَسْر. نوعٌ من الاستعباد.
وهكذا انتهى اللقاء.

- 3 -

استطراداً:
المجتمع العربي في وعي المتدينين الأصوليين هو، أساسياً، «مؤمنون»، و «كافرون»، والثقافة فيه هي، أساسياً، ثقافة إيمانٍ، وثقافة كُفر. وفي مثل هذا الوعي لا معنى للحرية، إطلاقاً. لكن، هل للإنسان نفسه معنى في مجتمع يسوده مثل هذا الوعي؟

- 4 -

لنسأل، في هذا الإطار، ذلك السؤال المكرر: ما دورُ المفكّر أو الكاتب في مثل هذا المجتمع؟ ونعرف اليوم أكثر من أي وقت مضى، أنه سؤالٌ لم يعد من الممكن فصله عن سؤال الاستطاعة: ماذا يستطيع المفكّر أو الكاتب أن يفعل، اليوم، في مثل هذا المجتمع؟ خصوصاً أن «الكُفر» و «الإيمان» فيه، صفتان لم تعودا تُطلقان على الفرد بفضل «الدين»، وحده، وإنما تطلقان عليه كذلك بفضل ذلك»الدّين» الآخر: الحكم.
ماذا يستطيع الشاعر، تحديداً؟

- 5 -

الشاعر، بفعل إبداعه ذاته، تلميذٌ للزمان والمكان: يتتلمذُ على العالم وأشيائه. وهو، إذاً، بفعل إبداعه ذاته، لا يعلّم، بل يتعلّم.
لا يُرشد، لا يَهدي، لا يُبرهن، لا يُقْنع. وهو لذلك لا يُداهِن، لا يتملّق، لا يزخرف، لا يُجمّل، لا يُدغدغ، لا يبشّر.
إنه المتتلمذُ – رائياً، وشاهِداً. يشهد، أولاً، على نفسه وعذاباتها وصبواتها ونشواتها. ويشهد ثانياً على العالم. وهو في ذلك رفيقٌ لقارئه، وليس قائداً. وبوصفه رفيقاً يقول له ما يقوله لنفسه: يقولُ ما لا يُقال – المكبوت، الممنوع، المحترم، المرفوض.
ولا «جمهور» له. ذلك أنه يكتب في معزل كامل عن الانحيازات الأيديولوجية – السياسية، لكي يقدر أن يخترق السائد المهيمن، بوصفه حجاباً على الواقع – أي على الحاضر.
كل حجابٍ على الحاضر إنما هو حجابٌ على المستقبل.

- 6 -

أعود الى تورينو، الى جائزة «غرينزاني كافور».
قلتُ في الكلمة التي شكرتُ بها أعضاء لجنتها: «عليَّ أن أذكِّر هنا برؤية العرب، منذ ما قبل الإسلام، الى الشعر، بوصفه بيت الحقيقة. وصحيحٌ أنه كان للاهوت دائماً بعدٌ سياسيٌّ في حياة المجتمع. لكن، كان يواجهه دائماً نقدٌ يقوم به شعراء ومفكرون، كلٌّ بطريقته الخاصة. واليوم، يصل هذا البُعد الى حدود لم يعد كافياً نقدها، على الصعيد السياسي وحده. فالاتساع المتزايد لهذه الحدود في الغرب وعند العرب والمسلمين يدعونا في قراءة عالمنا اليوم، الى الذهاب أبعد من السياسة، لكي نُحسن فهم المشكلات التي نجابهها: قراءة تعمل على وضع أسسٍ جديدة لا تتحدّد فيها هوية الإنسان بانتمائه الى عِرقٍ أو دينٍ، وإنما بانتمائه الى الكينونة الإنسانية، وبوصفه كائناً إنسانياً لا إمام له إلا العقل، كما يعبّر الشاعر العربي الكبير أبو العلاء المعري...».

الحياة
07/02/0820

2008-06-19

لمن تدق اجراس الخميس 03

جرس اول
حدث ان تفقد شهية الكتابة وان لايطاوعك القلم وان تتمنع الورقة البيضاء رافضة
كان يحدث ذاك في عصر التدوين الورقي اما مع التدوين الرقمي فقد تغيرت الوسائل ولكن شهية الكتابة تغادرك احيانا
فقط لوعد الخميس اكتب هذا الاسبوع
جرس للصورة
منذ بداية الاسبوع يرقد يوسف شاهين في غيبوبة في مستشفى باريسي
الامر متوقع وعادي
لكن احساسا بالالم ظل يستوطن الروح مذ سمعت الخبر
عشرات المرات شاهدت افلامه وبدقة اجزم اني شاهدت اغلب افلامه عشرات المرات للفيلم الواحد
ولااتردد مطلقا في ان اعيد المشاهدة وصغيرا قادني عشقي لافلامه الى نوادي السينما والى مهرجانات السينما
منذ سنوات عديدة قادني حبي وعملي اليه جلسنا معا في نزل" افريكا"
(بشكله القديم )كان الموعد مبرمجا ل10دقائق ولكن بقينا لساعتين الا قليلا
اكتشفت فيه روحه الطفولية ونزقه المرح وقدرته على ادارة حوار مراوغ حينا وجارحا حينا
اذكر الان جيدا وانا اهم بالمغادرة قوله بلكنته المحببة "انت هلكتني
"
جرس الكلام
المبدعون حقا كلما تواضعوا كلما كبروا في أعين محبيهم
هذا جوهر ماعلق بذهني من شريط" هي فوضى" قبل مشاهدته وهو التعليق الممكن على وضع يوسف شاهين لاسم خالد يوسف مخرجا معه لهذا الشريط لا مجرد مساعد مخرج
باشياء بسيطة يكبر المبدعون في أعيننا
جرس الموسيقى
اعود مرة اخرى الى محمد منير ولكن للاجابة على سؤال هو التالي
لماذا أحب يوسف شاهين ؟
لانه علمنا ان نعلي الصوت
نعلي الصوت فنقول لا ونعلي الصوت لنطلب حقنا في الحلم والحياة
لانه علمنا أن الاغاني ممكنة
أن الحياة كما نشتهي ممكنة ..كما يشتهي حلمنا ...كما نصوغها نحن في فنوننا ممكنة
احبه اذن لانه صانع حلم او على ايقاع عنوان احد افلامه
"بياع احلام "لا"بياع خواتم "

MusicPlaylist

جرس النشيد

أَنا يُوسفٌ يَا أَبِي .
يَا أَبِي إِخْوَتِي لاَ يُحِبُّونَني , لاَ يُرِيدُونَني بَيْنَهُم يَا أَبِي .
يَعْتَدُونَ عَلَيَّ وَيَرْمُونَني بِالحَصَى وَالكَلاَمِ .
يُرِيدُونَني أَنْ أَمُوت لِكَيْ يمْدَحُونِي .

وَهُمْ أَوْصَدُوا بَاب َبَيْتِكَ دُونِي .
وَهُمْ طَرَدُونِي مِنَ الَحَقْلِ.
هُمْ سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي .
وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي

محمود درويش

2008-06-12

لمن تدق اجراس الخميس 02

جرس اول
ما يتداعى الى الذهن طيلة اسبوع من قراءات ومشاهدات وانطباعات وملاحظات
في شؤون الثقافة والحياة والفنون اصوغها في تدوينة اسعى ان اواضب
على نشرها كل خميس منوعا في كل مرة اجراسها أي عناوينها
هذا عددها الثاني
جرس للحنين
رغم الجهد المبذول والاستعداد للتخلص من مشاغل الحياة اليومية الرتيبة لم احضر المهرجان الاول للاغنية البديلة والملتزمة
هذه الرغبة العارمة والاحساس بضرورة الحضور ارقاني فاغلب الفاعلين اصدقائي وعلى امتداد سنوات بعيدة الان تقاسمنا معا امسيات وسهرات ولحظات حميمة وتصاعدت اصواتنا ونحن نتفق ونختلف
عن علاقة النضالي بالفني وعن اولوية الموسيقى على الخطاب
اخذتنا الحياة كل الى غاية ولكن ظل الحنين
وفرقتنا المسافات لتجمعنا محبة سرية صافية
اعتذرت للبعض عن غيابي ولم اعتذر للبعض فثمة الم دفين يسكن الروح حين تعجز عن ان تكون كما تحب
ويظل سؤال يؤرق
الىمتى هذا الحنين
كيف السبيل الى ان نغادر دائرة النوستالجيا
جرس الكلام
الغاوون
الغاوون ما اكثرهم ومااقلهم
ليس سهلا في زحمة الجهل المعلب والتسطيح المعمم (بالمعنيين العام والعمامة )
ان تصدر جريدة شعرية شهرية في بلاد العرب
السنا امة الشعر ؟ يقال
ولكننا اقل الشعوب احتفاء بالشعر والشعراء
" الغاوون" هي هذه الجريدة ومنذ ايام صدر في بيروت عددها الرابع
حاملا سؤال الصفحة الاولى "ثم اين شعر المقاومة"
قد تتفق وقد نختلف مع خطها الشعري ومع خطها العام ولكنها تظل نوافذ معرفية وجمالية مفتوحة على السؤال وعلى المهمش والخفي
في هامش ثقافي يضيق يوما فيوما
مقالات العدد الرابع تغري بقراءتها وتغري اكثر بالاختلاف معها ولكنها تقدم متعة خالصة لمحبي الشعر
للاطلاع على" الغاوون" يمكن زيارة موقعها
http://alghaoon.com/
جرس الموسيقى
صوت أمال المثلوثي صوت مفعم بالامل ومفعم بالتحدي
صوت يشدك اليه فلا مجال الى ان تظل معه محايدا
سمعتها اول مرة صدفة وحدثني عنها بعض اصدقائي الخلص
وحاورتها فاكتشفت فيها وعيا دقيقا بما تفعل وبما ينبغي ان يكون مستفيدة من تراث غنائي موسيقي
ومن منجزات الاغنية البديلة العربية في تلويناتها المتعددة ومستفيدة خاصة من انفتاح حقيقي وواع على انماط موسيقية عالمية تتجدد كل يوم
امال ستكون في نهاية الاسبوع في دار بن عبد الله وليكن هذا الكلام اعتذاري اليها
جرس النشيد
أُمِّي تَعُدُّ أَصابعي العشرينَ عن بُعْد .
تُمَشِّطُني بخُصْلَّة شعرها الذَهَبيّ
تبحثُ في ثيابي الداخلّيةِ عن نساءٍ أَجنبيَّاتٍ وَتَرْفُو جَوْريي المقطوعَ .
لم أَكَبْر على يَدِها كما شئنا :
أَنا وَهي , افترقنا عند مُنحَدرِ الرَّخام ... ولوَّحت سُحُبً لنا , ولماعزِ يَرِثُ المَكَانَ .
وأَنْشَأَ المنفى لنا لغتين :
دارجةُ ... ليفهمَهَا
الحمامُ ويحفظَ الذكرى , وفُصْحى ...
كي أُفسِّرَ للظلال ظِلالَهَا
محمود درويش(تعاليم حورية )

2008-06-10

قداس النار بقايا نص قديم جانفي 1989

ليس لي من بلد
غير ما أمسكت يدي من هباء السؤال
أو دم أترع الشارع لونه
وإستحال جليسي في " مقهى الشارعين "
ذات صباح
أطفأ الوقت وردته الخامسة
ولست أذكر الآن وجهه
أو أخاديد يديه
لست أذكر كيف ينكسر الضوء
على مدى صوته في الحرم الجامعي
لا أذكر الآن شيئا
ولكن
تقول طيور تستوطن الشارع
تقول الطيور
كان يجيء صباحا
يسكب حلمه عند حدود أصابعه
محتفلا بالنشيد

النشيـــد
حلمنا صار حقيقة
ليلنا صار نهار
قد ظفرنا بالطريقة
نحو تتويج المسار

صاخبا يأتي صوته
أن أسروا بحلمنا ليلا إلى مقبرة من رماد
فلنا شبق الذكرى
واحتمالات الوصول
ولنا تبرعم اللغة في صفاء العناد
لنا الرصيف
لنا الخريف
واشتعال الشوق في حمى الذهول
......ان حاصروا موجا تغمدناه صغارا
سنطلق زنبق الخطو في مدائنهم
ونراوغ صورتنا
كي نستحيل طيورا في ليل الشهوات

أو ندع
دمنـــــا
يستـــوي
ملكا
على قرنفل
شقــــــق
الطرقــات

أو
نسيل
صاخبا ياتي صوته
محتفلا بالنشيد
والتي وعدت ان تجي
اعلنت اسمها دولتي
وعينيها رايتي ونشيدي
وأطلقت لاجلها طيور القلب بعيدا
بعيدا
في مدى ضوئها العاتي
ومن لغتي رسمت لها نجوما لاتنطفئ
أشــعارا
......اوتارا
......أشجارا تخضر صيفا
وأرقت خموري عند باب معبدها
كنت اعبدها
لكنها
لم تجئ

أطفأ الوقت وردته الخامسة
إنطفأ الوقت
ولم يزل ينضح بالرغوة جسدي
إنطفأ الوقت
ولم تزل تورق في دمه بلدي

إنطفأ الوقت
تقول الطيور
مساء انكدرت نجمة في سماء الرماد
مساء اشتعل بلبل في صقيع الشتاء
لم يجد رغيف يومه
فإستوى ملكا
على شوارع مقفرة
لم يجد خمرة حلمه
فإنزوى ثملا في حانة المقبرة
كانت الخمرة تنوس
وضوء الشمع ينوس
وكان مؤتلقا في شطحة سكره

أطفأ الوقت وردته الخامسة
وأنا في حانة الكون أسعى أن انسى
وأدعو انثاي كي نصرخ
في قداس نار

احترقي أيتها الأشياء احترقي
أيتها الأشياء احترقي أيتها الأشياء

احــ......
......تــر......
......قــي

2008-06-05

لمن تدق اجراس الخميس

جرس اول
ما يتداعى الى الذهن طيلة اسبوع من قراءات ومشاهدات وانطباعات وملاحظات
في شؤون الثقافة والحياة والفنون اصوغها في تدوينة اسعى ان اواضب
على نشرها كل خميس منوعا في كل مرة اجراسها أي عناوينها

جرس للوفاء
منذ ايام قليلة رحل السيد سين
رحل بعد ان تجاوز الستين بسنوات قليلة دون ان يغادر طفولته ...تلك صورته في ذهني لم اعشره كثيرا فنحن من جيلين مختلفين ومناخين ثقافيين متباعدين قليلا ولكن بيننا امتد ود جنوبي حميم
السيد سين شخصية حادة لا يترك لك هامشا كي تموضعه في منزلة بين المنزلتين
اما تحبه او تكرهه
والسيد سين كثير الشكوى والتبرم والتوجع (لعل البعض لم يفهم الامه ) وفي ذات الان منغمس في انتاجه يكتب نصا ويؤلف مسرحية ويدير ممثلين ويقف امام الكاميرا
والسيد سين نشط في مواسم يملا المشهد فعلا وحركة وابداعا والسيد سين كسول ينزوي لاوقات طويلة في ركن ويغيب عن الانظار كانه ليس هنا
هي ذي صورة السيد سين في ذهني
وبتلك الصورة احببته
سمير العيادي السيد سين الذي غادر منذ ايام دون وداع
ستظل صورته صورة المتعطش للابداع اليس هو صاحب "عطشان يا صبايا"
ايمكن ان ينسى ذاك النص
سمير العيادي نم هانئا ايها السيد سين

جرس الكلام
سعدت ليلة امس باحراز اذاعة تطاوين جازتين ذهبيتين في مهرجان الاذاعة التونسية الاول فهي بيتي الذي منذ اكثرمن 14سنة اسهم مع زملائي في بنائه لبنة لبنة فكرة فكرة برنامجا برنامجا
تسعد جدا حين يكافىءجهد سنين
جهد كاد ان يمضي في العتمة عتمة البعد اساسا
ولانك كنت الاصغر والابعد والاقصى فلسعادتك طعم احلى
ولها طعم اروع حين يكون الذهب عن برنامج يعيد الى الذاكرة فريد غازي ( امازال البعض يذكره )
ولها طعم ابلغ حين يكون الذهب عن برنامج ينشر الثقافة الرقمية في عصر تنتشر فيه الغيبيات وثقافة البول والفتوى
شكرا لكم اصدقائي شكرا فاطمة بالهويشات شكرا عرفات الذيب

جرس الموسيقى
احببت صوت محمد منير مذ سمعته اول مرة (كان ذلك في بداية الثمانينات)وتوطدت علاقتي بصوته مع اغلب اغانيه بعد ذلك بما مثلته من مسار فكري وجمالي ذي منحى تجديدي مخصوص واثارت اعماله السينمائية خصوصامع يوسف شاهين اهتمامي وكذلك مرجعياته النوبية الجنوبية
منذ ايام وان اسمع عمله الجديد طعم البيوت ...عمل جميل ومنوع فيه الكثير من الجدة والبحث ومن الاصالة ايضا ...واستمتعت اكثر بغنائه (على طريقته)لرائعة الهادي الجويني تحت الياسمينة في الليل
وطربت لاغنية يونس ربما لاشتغالها بشكل مختلف على حكاية يونس والسفيرة عزيزة كجزء من السيرة الهلالية

جرس النشيد

يقول ابو نواس

نضَتْ عنها القميصَ لصَـبّ مـاءٍ فـوَرّدَ وجهَهـا فـرطُ الـحيـاءِ

وقابلـتِ النسيـمَ وقـد تعـرّت بـمعتـدلٍ أرقّ مـن الـهـواءِ

ومـدّت راحـةً كالـماءِ منـها إلـى مـاءٍ مُـعَـدٍّ فِـي إنـاءِ

فلمّا أن قضَـتْ وطـراً وهـمّتْ على عَجَـلٍ إلـى أخْـذِ الـرّداءِ

رأت شخصَ الرّقيبِ على التّدانـي فأسبلتِ الظـلامَ علـى الضّيـاءِ

فغابَ الصبحُ منـها تـحتَ ليـلٍ وظلّ الـماءُ يَقطِـرُ فـوقَ مـاءِ

2008-06-04

هوامش على دفتر النكسة نزار قباني


1
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
والكتبَ القديمه
أنعي لكم..
كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
2
مالحةٌ في فمِنا القصائد
مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
مالحةٌ أمامنا الأشياء
3
يا وطني الحزين
حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
4
لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا
5
إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها..
بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلها..
بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ
6
السرُّ في مأساتنا
صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا
7
خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ
لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ...
8
بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار
9
كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
10
لا تلعنوا السماءْ
إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ
فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ
11
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
12
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
وإنما..
تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا
13
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...
14
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...
15
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
لكنهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...
16
نركضُ في الشوارعِ
نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..
نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ
نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..
نمدحُ كالضفادعِ
نشتمُ كالضفادعِ
نجعلُ من أقزامنا أبطالا..
نجعلُ من أشرافنا أنذالا..
نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..
نقعدُ في الجوامعِ..
تنابلاً.. كُسالى
نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..
ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..
من عندهِ تعالى...
17
لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..
لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ
قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ
كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي
ومخبروكَ دائماً ورائي..
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي..
أقدامهم ورائي..
كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ
يستجوبونَ زوجتي
ويكتبونَ عندهم..
أسماءَ أصدقائي..
يا حضرةَ السلطانْ
لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ
لأنني..
حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي
ضُربتُ بالحذاءِ..
أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي
يا سيّدي..
يا سيّدي السلطانْ
لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ
لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ
ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟
لأنَّ نصفَ شعبنا..
محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..
في داخلِ الجدرانْ..
لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ
من عسكرِ السلطانْ..
قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..
لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

2008-06-01

01 جوان تدوينة للمغرب اقترحات شعرية

الخروج من مقهى الزنوج اولاد احمد تونسأأزعجتكم يا ندامى؟

أكسّرت كاسا

... ولم أتكسّر؟
ناح بقربي حمامٌ

وسالت دموعٌ اليتامى

ولم أتأثّر؟

أقبّلت منكم صديقا ...

ولم أعتذر في الصّباح؟!

لماذا، إذن تسقطون

وما كلّ هذا الصّياح؟!

أأزعجتكم يا بنات؟!

ألاطفتُ منكن أنثى بدون رضاها؟

أقلت كلاماً جميلاً...

على شامةٍ فوق خدٍ جميل

ولم أطلب العُذر قبل المساء؟

لماذا

إذن

يا نباتُ

تهيج على صدرها في الربيع

وتأوي إلى معطف في الشتاء؟

بكائية بختى عز الدين ميهوبي الجزائر
يا عصافير زماني

امنحي قلبي مفاتيح الرؤى

وانثري عطرك

وشْمًا في الثواني

امنحيني

مطراً أو عاصفه

أو وروداً نازفه

يسقُطُ العُمرُ وأبقى

مثلما النخلة

دوماً واقفه

امنحيني

ساعةً من دفء عينيك

لأحيا ساعتين

وارسميني قمراً

يقطرُ نوراً ولُجينْ

امنحيني

وطناً أو زنبقه

كفناً أو مشنقه

امنحيني أي شيء

كلُّ ما بين يديْ

فَرَحٌ تحمله هذي المساءات إليْ

سارقة الورد راشد الزبير السنوسي ليبيا

خبأتها فأبت عليك وتفتحت في وجنتيك
تلك الورود وحسبها أن صار مرفؤها يديك
رحلت مع الأحلام يغريها الهوى في ناظريك
فضممتها .. وحبتك أغنية تدغدغ مسمعيك
وتجيل في خديك في شفتيك ما أهدت إليك

نديمي في الكاس ادريس علوش المغرب

نديمي في الكأس

في المحبة .. واللاَّحربَ..!

ما الذي يحدث الآن في دولاب الموسيقي

وأنت..؟

ما خَطْبُكَ، لَوْ أَنَّ اللَّيل انْزَاحَ عنْ غَسق الصبح..؟

وكأْسُكَ، هلْ شَرِبْتَه عن آخره أولاً..؟

معك أنا في خراب النص،

واللحظة،

والقصيدة..!

(كُلَّمَا ضَاقَتِ العِبَارَةُ…

أَذْهَبُ لحالِ سَبيلي..!)

نديمي في غُرَف الأَرْض

في الهَواء المُثْخَن بِرَعْشَةِ

الزِّلْزالِ..!

هَيَّا نَصْعَدُ معا سُلَّم الوَظيفةِ

نَتسلى بِرَاتب الشَّهر المَبْحوح

نُحاكي رَقْصَ الغُربَانِ

نُرَتِّب فَوانيس النَّهَار

أما اللَّيل، فهو مهنة الشُّعراءِ
.. وكفى