الحج الى قرطاج

مذ قررت ذات خريف بعيد ان اغادرها_ دون تخطيط هكدا صدفة او عبثا اوهربا_ لم تعد العاصمة الملاذ صارت مدينة غائمة ومبهمة كغيرها البعض ارتحل شمالا الى مدن الصقيع والبعض الى العالم الجديد والبعض اختار في الشرق البحث عن اصول غامضة والاجرا اوالاجبن _لاادري الان تماما _ ارتحلوا عن هذه الدنيا دفعة واحدة اخترت انذاك ان ارتحل جنوبا _موسم هجرة الى الجنوب لاباس بذلك_ و مع كل خريف ياخذني الحنين اليها ويستبد بي شوق عارم الى شوارعها وازقتها الى حاراتها وحانتها الى قاعاتها ومسارحها الى وجوه الفتها واحتوتها الظلال وضحكات مازالت تتردد في ليل شارعها الرئيس تباعدت شيئا فشيئا زياراتي لها وتقلصت حتى غدت نادرة ولكن الخريف وكل سنة يحملني اليها احد الاصدقاء همس امس ممازحا تبدو عليك اعراض حمى الخريف قلت كلا صحتي جيدة قال هل ستحج هذه السنة قلت محتجا انشاالله في راسك قال اقصد قرطاج وضحكنا صار الامرشكلا من اشكال الحج اذن والحقيقة فعلا كذلك غدا السفر كل خريف الى العاصمة حجا حجا الى قرطاج ( سنة للمسرح وسنة للسينما) فهو سعي بين قاعاتها ومسارحها وهو طواف بين نزلها وباراتها وهو وصل لليل بالنهار وتلبية لنداء الفن في دواخلنا الم يكن الحج يوما الا مكاءا وتصدية قريبا احج الى قرطاج اذن