2008-10-24

صوتها باقة من خزامى (مقطع البداية)

قادني الغيم الى خضر الضفاف
الى عينين من عشب وندى
ويدين من وتر
خبأت صوتها في الظلال
في مخمل في الضلوع
في توهج الروح تشط بها العواطف والمسالك والظنون
ذا المدى رايتي
والصوت مطر من الذكريات
الصوت مندلق في الصبوات العتية يفجج القلب
والمدى راية للنفس المفخخ بالشهوة والثمار
ماكنت ادري لكن كلما هاتفت
ترقرق في مسمعي عطر يدفق من وهج الغابات
توزع في بيتي مطرا من الشهوات
تشد القلب الى لغة من ترادف اسمها والنجوم
ما كنت ادري
والصوت خمر من صلوات
منشغلا بتوجس النرجس البري اذ تطارده العيون
اخاتل الاصدقاء والبن
كأني عطر البن اغادر الارض او دخانه
المرتحل
أهم بمطبخها تضيف الى البن عسل يديها
بشفتيها كلما حاصرتني المدائن
وضاقت بي السبل

2008-10-09

غناه الامس واطربه ابو القاسم الشابي

غَنَّاهْ الأَمْسُ، وأَطْرَبَهُ وشجاه اليومُ، فما غدُهُ؟
قَدْ كان له قلبٌ، كالطِّفْلِ، يدُ الأحلامِ تُهَدْهِدُهُ
مُذْ كان له مَلَكُ في الكون جميلُ الطَلعَة ، يعبدُه
في جَوْفِ اللَّيلِ، يُنَاجيهِ وَأَمَامَ الفَجْرِ، يُمَجِّدُهُ
وعلى الهضباتِ، يغنِّيه آيات الحبّ، ويُنشدُهُ
تَمْشي في الغابِ فَتَتْبعه أَفَراحُ الحُبِّ، وَتَنْشُدُهُ
ويرى الافاقَ فيبصرها زُمراً في النَّور، تُراصدهُ
ويرى الأطيارَ، فيحسبُها أحلام الحُبِّ تغرِّدهُ
ويرى الأزهارَ، فيحسبها بسَماتِ الحُبّ توادِدُهُ
فَيَخَالُ الكونَ يناجيهِ! وجمالَ العاَلمِ يُسعدُه!
ونجومَ الليل تضاحكُهُ! ونسيمَ الغابَ يطاردُهُ!
ويخال الوردَ يداعبهُ فرِحاً، فتعابثه يدُهُ!..
ويرى الينبوعَ، ونَضرتَه، ونسيمُ الصُّبح يجعِّدهُ
وخريرُ الماء له نغَمٌ نسماتُ الغاب تردّدهُ
ويرى الأعشابَ وقد سمقَت بينَ الأشجارِ تشاهدهُ
ونطافُ الطلِّ تُنَمِّقُها فيجل الحبَّ ويحمدهُ
ياللأيام! فكم سَرَّت قلْباً في النّاسِ لِتُكْمِدَهُ
هي مثل العاهر، عاشقها تسقيه الخمر..، وتطردُهُ!
يعطيكَ اليومُ حلاوتَها كالشَّهْدِ، لَيَسْلُبَهَا غَدُهُ!
بالأمسِ يعانقُها فرحاً ويضاجعُها، فتُوسِّدُهُ
واليومَ، يُسايرُها شَبَحاً أضناه الحُزنُ، ونكَّدُهُ
يتلو في الغَابِ مَرَاثِيَه وجذوعُ السَّروِ تساندُهُ
ويماشي الّناسِ، وما أحدٌ منهم يُشجيه تفرُّدُهُ
في ليل الوَحْشَة ِ مسْراهُ وَبِكَهْفِ الوَحْدَة ِ مرقَدُهُ
أصواتُ الأمسِ تُعَذِّبه وخيالُ الموتِ يُهَدِّدُهُ
بالأمسِ، له شفَقٌ في الكونِ ُيضئُ الأفقَ تورُّدُهُ

فقط للذكرى رحل الشابي يوم 09اكتوبر1934

2008-10-06

اليوم الاول في المدرسة

احاسيس شتى ومشاعر متناقضة انتابتني هذا الصباح
اليوم السادس من اكتوبر2008 ارافق ابني الى المدرسة
هو يومه الاول في الدراسة فلم يبلغ بعد السادسة
واول مرة ارافق ابنا الى مدرسته
كان سعيدا بكل ما يحيط به
وكنت سعيدا به
ولكن في القلب مشاعر شتى ..كبر الفتى قليلا صار يدرس
كبرت انا ايضا هذا الاحساس لم يتملكني سابقا كاني نضجت
لم اشعر بذلك يوم تزوجت او يوم صرت ابا او يوم بلغت الاربعين -واخطأني الوحي فلم اغد نبيا-
ولكن اليوم كان ثقل السنوات هوى علي فجاة
...
مع سعادتي به امتزجت في داخلي بعض حرقة وحنين ومر يومي الاول في المدرسة امامي سريعا كبرق
كم مضى من السنوات واليوم الاول مازال ماثلا في ذهني
ومع صورة اليوم الاول تتالت صورشتى من ذاكرة الطفولة
المدرسة الاولى باقسامها وقاعاتها وجوه بعض المعلمين العلقين ببعض ذاكرتي
تنقلاتي بين مدارس عدة
كم كانت لذيذة تلك الايام والذكريات

سيكبر ايلاف سريعا ...وسافخربه
سيمضي الى دروب عدة
بعضها ممهدة وسالكة وبعضها وعرة وقصية وبعضها سيخطتها لذاته
ولكنه بعد سنين سيذكر يومه الاول في المدرسة
وربما يذكرني معه
وربما يذكر يوماان يومه الاول تزامن مع احتفال مدرسته بمرور 100عام على بدء التدريس بها
اليس يوما جديرا به
سيكتب حروفه الاولى ويتقرى جمله الاولى
ثم سيكتب نصوصه كغيره
وعسى ان يكتب يوما ما نصه
بكرا ومختلفا
ناشزا ومبتكرا