2008-07-17

لمن تدق اجراس الخميس 05




جرس اول


لها وله لبعض من الذاكرة المستعادة الذاكرة المثقلة بالخيبات المتوجة بلحظات شموخ لرميم عظام يتشكل رمزا لنظرة زائغة مترعة بعز لاسماء علقت بالذاكرة لاسماء تخترق النسيان لدلال لسمير لنزار وللاخرين جرس هذا الخميس

جرس لدلال

ثمة مشكل في علاقتنا بذاكرتنا نحن اميل للنسيان ذاكرتنا مليئة بشتى الثقوب الطبيعية والمصطنعة نحب ان ننسى ويزعجنا التذكر فنحن نبحث عن طمانينة حتى وان كنا نعرف انها خادعة استعادة رفات دلال المغربي يكشف ثقوب ذاكرتنا وذهابنا السريع الى النسيان
مواقف كثيرة ونصوص شتى كتبت في دلالة هذه الاستعادة وفي رمزية الاسم وفي حواف العملية
ثمة دلالات لابد منها (لم نخرج من حواف الاسم فلكل اسم دلالة) اولها الخروج من دائرة الارقام باعتبار الرقم الغاء وجود عدما وتشيئة الى امتلاك اسم حتى وان كان على شاهدة القبر باعتباره اعلان حضور/وجود واستحواذا على المعنى وثاني هذه الدلالات الرمزية هو الجنس دلال /المراة لاباعتبارها تاكيدا على التساوي المطلق في الفعل والموت والمعنى بين الجنسين بل اكثر من ذالك اعلان لقدرة المراة الفعلية والرمزية ممارسة فعل القيادة فعليا عبر قيادة مجموعتها في الزمان والمكان ورمزيا عبر قيادة فعل الاستعادة حتى كاد يقتصر بالاسم على رفاتها

جرس للكلام

في ارتباط بما سبق اقتطف ضمن هذه الفقرة بعض ماكتبه الروائي المتميز الياس خوري في جريدة القدس العربي منذ ايام حول هذا الموضوع
من بين جميع الاسماء استوقفني اسمها، دلال المغربي، وردة فلسطين. ابنة اللد التي كانت اول قائدة عسكرية في تاريخ النضال الفلسطيني المعاصر، والتي قادت اجرأ عملية فدائية في تاريخنا. الفتاة التي ولدت في مخيم صبرا عام 1958، وسقطت شهيدة في الطريق الساحلي بين حيفا وتل ابيب يوم السبت 11 آذار (مارس) 1978، بعد واحدة من اروع مغامرات البطولة في تاريخ المقاومة.
قبل ان تقود مجموعة مؤلفة من احد عشر فدائيا الي ارض الوطن، من خلال زوارق مطاطية، تم اتلافها وتدميرها لحظة الوصول الي الشاطئ الفلسطيني، .....ابنة العشرين، التي لم ترَ فلسطين الا لحظة الموت، فتاة في العشرين، سافرة الملامح، سمراء، واسعة العينين، تقود عشرة شبان في مثل عمرها، ينتمون الي فلسطين ولبنان واليمن، لا هدف لهم سوي الوصول الي الأرض، واعلان هويتها بدمهم المسفوك. ركبوا باخرة تجارية، وعندما وصلوا الي محاذاة الساحل الفلسطيني رموا زورقيهم المطاطيين في البحر، ثم رموا انفسهم وتسلقوا الزورقين، وعندما وصلوا الي شاطئ حيفا، اتلفوا الزورقين، معلنين ان العائد الي وطنه لا يعود من عودته،


جرس للقصيد

النظر الى نزار قباني- وغيره من الشعراء كل الشعراء - باعتباره منحرفا او حاملا لفكر منحرف ليس جديدا اوغريبا فهذا الحكم في جوهره تنصيص على كون معتنقيه لم يخرجوا بعد من القول باولوية الاتباع على الابداع وعلى النظر الى الابداع باعتباره بدعة فالكتابة عندهم تبكيت للناس اي اسكات لهم وكبت للعقل اذ هي لاتخرج عن كونها تفسيرا للنص الاوحد ودورانا على هامشه وتفصيلا لمعجمه وجمعا لشوارده عبر زاوية النظر هذه ليس مستغربا الحكم بانحراف كل الشعراء فالشاعر يحرف النص (بتشديد الراء) ويحرفه عن معناه وينحرف به عن دلالته
هذا الحكم لايزعجني بل هو جوهر الفعل الشعري ذالك ان الانسانية لم تتطور ولم ترتق ولم تتحقق جزئيا الا عبر انحرافها الدائم والمستمر عما اعتبر في لحظة ما نصا جامعا مانعا شافيا كافيا
هذا الموضوع اعود اليه مرة اخرى في تدوينة خاصة قريبا اما اليوم فاكتفي ضمن الفقرة التالية جرس النشيد بتعريف نزار قباني للبدعة

جرس النشيد



البدعة..

هي أن تخرج من بطن آلة التسجيل

وترتجل نصك....

البدعة عند العرب

معناها..

أن تهرب من المقبرة الجماعية

وتسكن في فيللا على البحر...

البدعة..

هي أن تخرج من علبة السردين

التي انتهت مدة استعمالها

وترمي نفسك

كالسمكة في البحر...

البدعة

هي أن تخلع قنبازك..

وقبقابك...

وطربوشك العثماني

وتصهل كحصانٍ

في براري الحرية..
نزار قباني

ليست هناك تعليقات: