2008-07-03

لمن تدق اجراس الخميس 04

جرس اول
الصيف اخيرا بمتعه وعرقه بتعبه وسهراته المحببة باختناق نهاره بحثا عن بعض نسيم وتحرر الاجساد من ثقل الثياب
الصيف اخيرا بليله المتوثب لاحتلال بعض من ساعات النهار
الصيف اخيرا فمرحبا
جرس الكلام
لست ناقدا
ولم أقرأ قصيدة يوما بمنظار نقدي فلست امتلك الادوات النقدية المؤهلة لذلك
ولم احب نقادنا يوما ربما لانهم اقرب الى نصوص الموتى او لانهم لم يستطيعوا عدا بعضهم ان ينشئوا نصا عن النص بمعناه الابداعي
لذلك ظلت علاقتي بالنصوص والقصائد علاقة عشق وقراءتي قراءة عاشقة
أما ان تحب النص او لا تحبه
أن يفاجئك ان يزرع في جسدك رعشة تهزك وان يطلق في ذهنك طير الاسئلة وان يخا تل يقينياتك ويزرع حمى الشك بقلبك
ذاك هو النص الذي احب واعترف الان ان عدد هذه النصوص قد غدا نزرا قليلا
ولربما ما يكتبه محمود درويش وكذلك سعدي يوسف وبعض افراد اخرين من عصابة الشعر يحقق لي متعتي القصوى
جرس القصيد
ان يتحول نشر قصيدة جديدة لدرويش في القدس العربي الى حدث فيعني اننا نحتاج الشعر في حياتنا ولكننا في ذات الان نفتقده
ذاك دليل على الحاجة وعلى تقلص وجوده الفاعل في تشكيل ذائقتنا الفنية والجمالية والفكرية
الاحتفاء بالقصيد بقدر ماهو احتفاء بالشعر بقدر ماهو تكريس لسلطة الاسم سلطة الرمز (نحن غير قادين على الخروج عن السلطة في مطلق الامر ) ولكن الامر يبدو من زاوية اخرى مختلفا
فهذا التلهف للقصيد دليل على اننا نحتاج شعرا يفاجئنا وان الشعراء القادرين على احداث المفاجاة وبعث الدهشة فينا تقلص عددهم حتى كاد بنحصر في واحد هو محمود درويش
لم يخرج درويش شاعرا عن ادواته وتقنياته واحابيل لعبته الغوية المتقنة في قصيدة لاعب النرد ولكنه يفاجئ بسلاسة مذهلة ويفاجئ بقول لغوي تكاد نتسبه الى نفسك في بساطته ويفاجئ ايضا باعادة الاعتبا ر الى الصدفة الى العبث والى الهلام والسديم في ذات الان الذي تحتفي فيه القصيدة بالتفاصيل الدقيقة تطرح سؤال الوجود /الصدفة العبث
جرس المعنى
الصدفة أي لعنة /لعبة تلك
صنعتني في ليلة حب امي
لم اختر اسمي ولم اختر بلدي اولغتي لم اختر وقت مجيئي ولا وقت رحيلي
شكلي لم اختره وعيوبي
الصدفة تلك اللعنة المحببة
هي جوهر ماقال لاعب النرد محمود درويش عبثية الاشياء مناورتها ومداورتها انتباهنا الى فجيعة الوجود الكبرى العبث وداخل تلك الدوامة المفزعة ثمة اشياء بسيطة نحن نختارها ونمارسها تمنح عبثنا معنى اخر صداقاتنا حبيباتنا قناعاتنا وفوضانا الجميلة خمرا نعتقها وذنوبا نقترفها وامراة تحرقنا ونحرقها

جرس النشيد
اجمل مقاطع لاعب النرد
لا دور لي في حياتي
سوي أَنني ،
عندما عَـلَّمتني تراتيلها ،
قلتُ : هل من مزيد ؟
وأَوقدتُ قنديلها
ثم حاولتُ تعديلها ...
محمود درويش

ليست هناك تعليقات: